أميركا: 3 أهداف لبقاء قواتنا في سوريا ولن نغادر حتى تتحقق

قالت نيكي هيلي، سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، الأحد 15 أبريل/ نيسان 2018، إن بلادها لن تسحب قواتها من سوريا إلا بعد أن تحقق أهدافها.

وفي حديث مع فوكس نيوز ذكرت هيلي 3 أهداف للولايات المتحدة، وهي ضمان عدم استخدام الأسلحة الكيماوية بأي شكل يمكن أن يعرض مصالح الولايات المتحدة للخطر، وهزيمة تنظيم الدولة الإسلامية، وضمان وجود نقطة مراقبة جيدة لمتابعة ما تقوم به إيران.

وقالت “هدفنا أن تعود القوات الأميركية للوطن، لكننا لن نسحبها إلا بعد أن نتيقَّن من أننا أنجزنا هذه الأمور”.

الحلفاء يبقون الخيارات في سوريا مفتوحة

ويقول وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، إن القوى الغربية لا تعتزم شنَّ مزيدٍ من الضربات الصاروخية على سوريا، لكنها ستدرس “الخيارات” المتاحة إذا استخدمت الحكومة السورية الأسلحة الكيماوية مرة أخرى، وذلك بعد ضربات على سوريا أثارت جدلاً حول مشروعيتها وفاعليتها.

واستهدفت الضربات الأميركية والفرنسية والبريطانية قلب برنامج الأسلحة الكيماوية في سوريا، السبت، رداً على هجوم وقع قبل أسبوع يعتقد أنه بالغاز السام، وتصرُّ الدول الثلاث، على أن الضربات لم تكن تهدف إلى الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، ولا التدخل في مسار الحرب الأهلية التي دخلت عامها الثامن.

ويمثل القصف الذي ندَّدت به دمشق وحلفاؤها بوصفه عملاً عدوانياً أحدث وأكبر تدخل للدول الغربية ضد الأسد وحليفته روسيا. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، إن الضربات التي قادتها الولايات المتحدة على سوريا “غير مقبولة ولا قانونية”.

وفي دمشق، التقى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بمفتشين من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لنحو ثلاث ساعات، بحضور ضباط روس ومسؤول أمني سوري بارز.

ومن المقرَّر أن يحاول المفتشون زيارة دوما لتفقُّد الموقع الذي يشتبه أنه شهد هجوماً بالغاز. وندَّدت موسكو برفض الدول الغربية انتظار النتائج التي سيتوصل إليها المحققون قبل شنِّ ضرباتها.

ورفض المقداد لدى خروجه الإجابة على الصحفيين المنتظرين خارج الفندق، الذي اجتمع فيه بالمفتشين.

وفي تصريحات للتلفزيون البريطاني أيَّد جونسون قرارَ رئيسة الوزراء تيريزا ماي، المشاركة في الهجوم، قائلاً إن هذا هو التصرف الصائب لمنع استخدام الأسلحة الكيماوية مرة أخرى.

وأضاف لبرنامج أندرو مار على تلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) “الأمر لا يتعلق بتغيير النظام… ولا يتعلق بمحاولة تحويل دفة الصراع في سوريا”.

وقال: “ليس هناك اقتراح على الطاولة حالياً بشنِّ المزيد من الهجمات، لأن نظام الأسد لم يكن من الحماقة لشنِّ هجوم كيماوي آخر”.

وتابع “إذا حدث هذا، وعندما يحدث فمن الواضح أننا سندرس الخيارات مع الحلفاء”.

وتتفق تصريحات جونسون فيما يبدو مع تصريحات سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيكي هيلي، التي قالت في اجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي إن ترامب أخبرها بأنه إذا استخدمت سوريا الغاز السام مرة أخرى “فإن الولايات المتحدة جاهزة للرد”.

ولدى سؤاله إن كان ذلك يعني أن بمقدور الأسد أن يواصل استخدام البراميل المتفجرة ووسائل أخرى في الحرب، ما دامت ليست أسلحة كيماوية، قال جونسون إن تلك هي التبعات “البائسة” للأمر.

وأضاف أن الأسد مصمم على “فتح طريقه ذبحاً” إلى النصر الساحق، ولا يمكن أن يضغط عليه أحد سوى الروس ليأتي لمائدة التفاوض في جنيف.

لكن زعيم المعارضة البريطاني جيريمي كوربين، قال إن الأساس القانوني الذي استند إليه قرار بريطانيا بالمشاركة في الضربات مشكوك فيه، مضيفاً أنه لا يؤيّد إلا تحركاً يدعمه مجلس الأمن الدولي.

وقال كوربين في مقابلة مع (بي.بي.سي) “أقول لوزير الخارجية.. أقول لرئيسة الوزراء.. أين السند القانوني لذلك؟”

وأضاف: “الأساس القانوني… كان يجب أن يكون الدفاع عن النفس، أو تفويضاً من مجلس الأمن الدولي. التدخل لأسباب إنسانية مفهوم قابل للنقاش من الناحية القانونية في الوقت الحالي”.

وقالت الدول الغربية، إن الضربات كانت تستهدف منعَ وقوع المزيد من هجمات الأسلحة الكيماوية، بعد هجوم يشتبه بأنه كيماوي في مدينة دوما السورية، في السابع من أبريل/نيسان، راح ضحيته ما يصل إلى 75 شخصاً. وتُلقي هذه الدول باللوم في الهجوم على الحكومة السورية.

ونفت روسيا، التي تدهورت علاقاتها بالغرب إلى مستوى عهد الحرب الباردة، وقوعَ أيِّ هجومٍ كيماويٍّ في دوما، واتَّهمت بريطانيا بأنها وراء اختلاق الهجوم، لتصعيد ما وصفته بالهستيريا المناهضة لروسيا.

 صمود

وفي دمشق ذكرت وكالات أنباء روسية، أن الأسد قال لمجموعة من نواب البرلمان الروسي، الأحد 15 أبريل/نيسان 2018، إن الضربات الصاروخية الغربية على بلاده عمل عدواني.

ونشرت سوريا مقطعاً مصوراً يُظهر أنقاض معمل أبحاث تعرّض للقصف، لكنه يظهر أيضاً الرئيس بشار الأسد أثناء وصوله لمكتبه كالمعتاد، مع عنوان مرافق للمقطع يقول “صباح الصمود”. ولم ترد تقارير عن سقوط ضحايا في الضربات الغربية.

ونقلت الوكالات الروسية عن النواب قولهم، إن الأسد كان في “حالة مزاجية جيدة”، كما أشاد بالدفاعات الجوية سوفيتية الصنع، التي ساعدت في صدِّ الضربات الغربية. وقبل الأسد دعوة لزيارة منطقة خانتي مانسي في سيبيريا بروسيا، ولم يتضح موعد الزيارة.

ونقلت وسائل إعلام روسية عن فلاديمير إيرماكوف، مدير إدارة منع انتشار الأسلحة بوزارة الخارجية قوله، اليوم الأحد، إن الولايات المتحدة ستحرص على الحوار مع روسيا، بشأن الاستقرار الاستراتيجي بعد الضربات على سوريا. وأضاف: “في الإدارة الأميركية هناك أشخاص معينون يمكن التحدث معهم”.

ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضربات بأنها ناجحة. وقال على تويتر أمس السبت: “المهمة أُنجزت”، مردِّدا عبارة استخدمها الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش في عام 2003، لوصف الغزو الأميركي للعراق، وهو الوصف الذي تعرَّض لسخرية واسعة النطاق، بسبب استمرار العنف هناك لسنوات.

وقال اللفتنانت جنرال كينيث مكينزي للصحفيين، في وزارة الدفاع (البنتاغون) “نعتقد أننا أصبنا قلبَ برنامج الأسلحة الكيماوية السوري، بضرب برزة بالتحديد”. لكن مكينزي أقرَّ بأن عناصر من البرنامج لا تزال قائمة، وأنه لا يمكن أن يضمن عدم قدرة سوريا على تنفيذ هجوم كيماوي في المستقبل.

وساعد الجيشان الروسي والإيراني الأسدَ على مدى السنوات الثلاث الماضية، على سحق التهديد الذي تشكله المعارضة للإطاحة به.

وتشارك الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في الصراع السوري منذ سنوات، بتسليح جماعات معارضة، وقصف مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية المتشدِّد، ونشر قوات على الأرض لمحاربة التنظيم. لكن الدول الثلاث أحجمت عن استهداف حكومة الأسد، باستثناء وابل من الصواريخ الأميركية في العام الماضي.

تخطِّي الخط الأحمر؟

تشير الضربات إلى أن ترامب ربما أعاد تحديد الخط الأميركي الأحمر، الذي يستتبع تخطيه تدخلاً عسكرياً في سوريا، فيما يخص الأسلحة الكيماوية.

وفي واشنطن قال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية “على الرغم من أن المعلومات المتاحة عن استخدام الكلور أكثر بكثير، لكن لدينا معلومات مهمة أيضاً تشير إلى استخدام السارين”.

وبدا من قبل أن استخدام غاز السارين، وهو من غازات الأعصاب الأشد فتكاً، هو الخط الأحمر الذي يستدعي تخطِّيه تدخلاً عسكرياً أميركياً. ويقول خبراء إن غاز الكلور استُخدم على نطاقٍ أوسع في الحرب السورية، دون ردٍّ أميركي في السابق، وإن إعداد هذه المادة وتجهيزها للاستخدام العسكري أسهل بكثير.

وصفت واشنطن المواقع التي استهدفتها الضربة بأنها عبارة عن مركز قريب من دمشق لأبحاث الأسلحة الكيماوية والبيولوجية وتطويرها وإنتاجها واختبارها، وموقع لتخزين الأسلحة الكيماوية بالقرب من مدينة حمص، وموقع آخر قريب من حمص لتخزين معدات الأسلحة الكيماوية، ويضم أيضاً مركزاً للقيادة.

ووصفت وسائل الإعلام السورية الهجومَ بأنه “انتهاك فاضح للقانون الدولي”. ووصفه الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بالجريمة، وقال إن قادة الغرب مجرمون. وحثَّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، كلَّ الدول الأعضاء في مجلس الأمن على التحلِّي بضبط النفس، وتجنُّب التصعيد في سوريا، لكنه قال إن مزاعم استخدام أسلحة كيماوية في سوريا تتطلب تحقيقاً.

ودعا البابا فرنسيس زعماءَ العالم، اليوم الأحد، لتجديد جهود إحلال السلام في سوريا، قائلاً إنه منزعج للغاية من عدم الاتفاق على خطةٍ مشتركة لوقف إراقة الدماء. وقال خلال عِظته الأسبوعية، أمام الجمهور المحتشد في ساحة القديس بطرس: “أناشد مجدداً كلَّ الزعماء السياسيين، حتى يعمَّ العدلُ والسلام”.

 

 

 

 

.

م.عربي بوست

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.