“الضربة الثلاثية”.. مسرحية سيئة الإخراج والهدف منها تركيا!

إن صحوة الضمير الغربية والتي جاءت متأخرة بعد إستخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية ضد المدنيين السوريين في الغوطة، حاولت الدول الثلاث”أمريكا وبريطانيا وفرنسا” إستغلال الحدث كفرصة سانحة لتنفيذ مآربها في المنطقة.

فالضربة العسكرية وإن كانت ظاهرها ردع نظام الأسد، إلا أن هدفها الأساسي وتوقيت تنفيذها وحجم الضربة نفسها يشير بما لايدع مجالًا للشك أن الغرض منها شئ آخر، هو نقل الخلاف الروسي البريطاني الغربي الذي دار مؤخرًا حول تسميم العميل الروسي المزدوج وأخذ أبعاد أخرى، نقله إلى الملف السوري ، كما إستهدفت الضربة العسكرية التأثير على التقارب والتعاون التركي الروسي حول ملفات المنطقة واللقاءات المستمرة بين قادة البلدين في قمة سوتشي وغيرها.

ويشكك في جدية الضربة العسكرية الثلاثية تلك أيضا أن الأطراف الثلاثة تباهت بها ، لكنها لم تعرض نظام الأسد لأي أضرار تذكر.

والسؤال اذا ، ماهي أهداف الضربة العسكرية وكيف تمت وما أراد مُنظموها منها؟؟

اًستخدمت في الضربات العسكرية تلك 105 قذيفة وصواريخ والتي إستغرقت بدورها 70 دقيقة. بزيادة 50% عن الضربة الماضية في أبريل/نيسان 2017 (على مطار الشعيرات وسط سوريا). وأشاد بها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، على تويتر قائلا “المهمة أنجزت”.

كما إستهدفت الضربات العسكرية الثلاثية مواقع سوريا شملت مطار الضمير العسكري شمالي شرقي دمشق ، ومركز البحوث العلمية في برزة ومركز البحوث العلمية في جمرايا ومطار المزة وللواء 41 قوات خاصة، في دمشق. كذلك مواقع عسكرية للنظام في جبل قاسيون ومحيط مطار دمشق الدولي، ومواقع عسكرية في منطقتي الرحيبة و الكسوة في ريف دمشق .فضلًا عن مستودعًا عسكريًا في منطقة ” دنحة” غربي حمص ، كما استهدفت الضربات مطار حماه العسكري وسط البلاد.

وامتدت الضربات إلى الجنوب حيث أفادت المصادر إلى استهداف مواقع للميليشيات التابعة لإيران في ازرع شمالي درعا السورية.

وفي وقت سابق من نفس اليوم، أمر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في كلمة متلفزة قوات بلاده بتوجيه ضربة عسكرية ضد أهداف لنظام بشار الأسد، ردًا على استخدامه السلاح الكيمياوي في سوريا، بحسب وسائل إعلام إمريكية.

وأكد أن هذه الأهداف تحوى أسلحة كيمياوية، مشيرًا إلى أن هذا الردع من المصلحة القومية للولايات المتحدة الأمريكية.

وأعلنت كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا، عن استخدام أسلحة ثقيلة متنوعة في ضربتها العسكرية ضد المواقع العسكرية السورية في دمشق وحمص.

وأفادت وسائل إعلام أمريكية بأن قاذفات بي 1 الأمريكية، شاركت في الضربات على مواقع النظام السوري .مضيفة أن سفينة حربية أمريكية واحدة على الأقل بالبحر الأحمر شاركت في الضربات. كما كشف مسؤول أمريكي لوكالة “رويترز” للأنباء، أن الولايات المتحدة استخدمت صواريخ من طراز “توماهوك” في غاراتها في سوريا.

من جهتها قالت وزارة الدفاع البريطانية إن أربع طائرات من طراز تورنادو راف شاركت في الضربة السورية. وأضافت أن صواريخ استخدمت ضد مبنى عسكري يقع على بعد 24 كيلومترا غربي حمص، حيث من المعتقد أن سوريا تخزن فيه مركبات أولية لأسلحة كيماوية. في الوقت الذي بثت فيه الرئاسة الفرنسية في نفس يوم الضربة العسكرية شريطًا مصورًا على “تويتر”، تضمن ما وصفه بطائرات حربية من طراز رافال تقلع، للمشاركة في عملية استهدفت منشآت للأسلحة الكيماوية تابعة للحكومة السورية.

وبدورها نشرت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، تحليلًا اعتبرت فيه الضربات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد النظام السوري بأنها رمزية .وتابعت الشبكة: “قبل الضربات كان هناك قلق كبير من أن تشنّ الولايات المتحدة حملة جوية أوسع نطاقا قد تعرض الجيش السوري للخطر وربما تؤثر على الحرب التي كان يكسبها النظام السوري منذ دخول الروس إلى الساحة”. ومضت قائلة: “يبدو أن هذه الضربات كانت رمزية أكثر من كونها أي شيء آخر”.

وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، إنّ الضربات الجوية العسكرية التي نفذتها مقاتلات بلاده في سوريا “دمرت جزءا كبيرا من مخزون النظام السوري من الأسلحة الكيميائية”. موضحا “الخط الأحمر تم تجاوزه، فقررنا بأنفسنا خطوطنا الحمراء، وأعتقد أنه تم فهم الدرس”. وفي وقت سابق من نفس اليوم، أكدت وزارة الدفاع الفرنسية أنه لم يتم اعتراض أيا من الصواريخ الـ12 التي أطلقتها فرنسا ضد مواقع النظام السوري المستهدفة، حسب صحيفة “لاكروا” الفرنسية.

من جهته، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن الضربات الغربية على مواقع للنظام “انتهاك للقانون الدولي”.

فيما قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في كلمة له أمام اجتماع مجلس السياسة الخارجية والدفاع الروسي، أن “الدول الثلاث (أمريكا وبريطانيا وفرنسا) لم تقدم أدلة على استخدام أسلحة كيميائية في سوريا”. مؤكدا أن الغرب اعتمد في تنفيذ الضربات تلك “على معلومات من وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي فقط”. متهما الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون تقديم أدلة على الهجوم الكيميائي المزعوم في سوريا، بناء على طلب من الرئيس الروسي فلادمير بوتين لكنه “رفض”.

كما تحفظ المسؤولون الأمريكيون على تقديم توضيحات بشأن ما تم تحقيقه على أرض الواقع، أو بشأن وجود خسائر، تاركين التوضيح لمؤتمر صحفي لاحق.

ووفق وسائل إعلام، أعلنت البنتاغون انتهاء الموجة الأولى من ضرباته في سوريا، التي أعلن عنها في وقت سابق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

.

م.يني شفق

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.