أكاديمي تركي يشرح حلول صعوبات الطلبة السوريين

مدرس في الجامعات التركية يشرح الصعوبات التي تواجه الطلاب السوريين

يواجه الكثير من الطلاب السوريين صعوبات في الاندماج بالمجتمع التركي وفي مقدمتها الجهل باللغة التركية باعتبارها اللغة السائدة، إلى جانب عقبات الحصول على الإقامة وجواز السفر وعراقيل الاندماج بالمجتمع التركي، وصعوبات الحصول على منحة لتغطية نفقاتهم الدراسية، وتستقطب الجامعات التركية آلاف الطلاب الأجانب وعلى رأسهم الطلاب السوريون الذين يتوزعون على مختلف المدن التركية ويتابعون دراستهم في مختلف الاختصاصات والفروع رغم تلك الصعوبات.
“مصطفى المواس” مدرس جامعي في جامعة كريكالي (قريق قلعة) -وسط تركيا- منذ 2014 حتى اليوم حاصل على إجازة في اللغة العربية من جامعة حلب والماجستير في تعليم اللغة العربية من الجامعة ذاتها، ودرس الدكتوراه في جامعة سليمان ديمرال -إسبارطا- بتركيا شرح لـ”زمان الوصل” أهم التحديات والصعوبات التي تواجه الطلاب السوريين في الجامعات التركية وبخاصة في جامعته “كريكالي” التي تأسست عام 1992 ويدرس فيها 110 طلاب بين الإجازة والدراسات، وأهم تلك الصعوبات -كما قال- ما يتعلق بالأمور المادية فأغلب هؤلاء الطلاب لا يحصلون على المنحة من السنة الأولى، فيضطرون إما لتأجيل دراستهم أو للعمل مع الدراسة حتى يحصلوا على المنحة، والصعوبة الثانية –حسب المواس- هي جواز السفر، حيث يتوجب على الطالب أن يكون جوازه ساري المفعول حتى يحصل على إقامة طالب وهذا الأمر مكلف مادياً له وقد يضطره إلى طرق أخرى لتجديد جوازه.
“المواس” الذي درّس اللغة العربية لغير الناطقين بها في المعهد العالي للغات بجامعة حلب بين عامي 2008 و 2011، لفت إلى أن الصعوبة الثالثة التي تواجه الطلاب السوريين في تركيا هي تعلم اللغة التركية التي تأخذ من وقتهم سنة حتى يستطيع الطالب المتابعة في فرعه، وتتفاقم هذه الصعوبة عندما يكون الطالب غير حاصل على المنحة، فيضطر لدفع رسوم دورة اللغة التركية (التومر) في أغلب الجامعات إضافة إلى صعوبات السكن وغلاء المعيشة.
تتوفر المنح الدراسية في تركيا سواء تلك التي تؤمنها الجهات الرسمية أو مؤسسات المجتمع المدني كالجمعيات والأوقاف وغيرها من المؤسسات، وثمة منح من رجال أعمال أو جماعات خيرية يستفيد منها بعض الطلاب، وتشمل هذه المنح -حسب محدثنا- كل المصاريف التي يحتاجها الطالب من سكن وتأمين صحي ومصروف شهري ومستحقات الجامعة.
وأشار المواس إلى أن كل الطلاب السوريين في تركيا تشملهم المنح وبخاصة في السنة الثانية أو الثالثة ومنهم منذ السنة الأولى، موضحا أن من أهم هذه المنح منحة “مولانا”، إضافة إلى برنامج اسمه بالتركي “ارسموس”، وهذا البرنامج يتقدم له -كما يؤكد- جميع الطلاب والخمسة الأوائل يذهبون إلى بولونيا لسنة كاملة، وعادة يكون من بين الطلاب طالب أو طالبان سوريان ولكن المشكلة التي تواجه المتقدمين لهذه المنح خسارة الطالب لمقعده أحياناً بسبب انتهاء جواز سفره.
وأردف محدثنا أنه مع عدد من دكاترة الجامعة ناقشوا هذا الموضوع مع رئاسة القسم بأن تقوم الجامعة بدفع رسوم تجديد الجواز وحصول الطالب عليه بسرعة وتم التعهد بتنفيذ الطلب في البرنامج القادم.
وأبان المواس أن هناك منحة من الحكومة التركية لطلاب الدراسات العليا وفي جامعة “كريكالي” طلاب ماجستير ودكتوراه في جميع الأقسام، في الهندسة الكهربائية والهندسة المدنية وطب البيطرة والعلوم والحقوق والتاريخ والأقسام كافة ويتم التقدم عليها -كما يقول- من خلال الإعلان على موقع المنحة ويتم الفرز من خلال لجنة المنحة حسب المقاعد المتوفرة في الجامعة، وتوفّر هذه الجامعة عادة مقاعد لعدد جيد من السوريين، حيث تشمل الفروع كافة تقريباً.
وأكد أن الجامعة التي يدرّس فيها تستقبل الطلاب السوريين بشكل مقبول والأعداد فيها أكثر من غيرها مقارنة بحجم الجامعة.
وأوضح المواس أن طلاب قسم الترجمة العربية في الجامعة التي يدرّس بها هم الأوفر حظاً، حيث تكون أغلب الدراسة باللغة العربية واعتادوا -كما يقول- التفوق على أقرانهم الأتراك والحصول على مراكز متقدمة.
وحول مزايا الشهادة الجامعية التركية التي تمنح للطلاب السوريين وما هي شروط وإجراءات معادلتها بالشهادات العالمية الأخرى لفت المواس إلى أن الجامعات التركية الحكومية كلها معترف عليها دولياً وليست هناك مشكلة بمعادلة شهاداتها بالجامعات الأوروبية باستثناء الاختلافات الاعتيادية بين دولة وأخرى في طريقة وفترة إعطاء هذه المعادلة، مشيراً إلى أن لديه في القسم طالبا فلسطينيا تخرج من جامعة “كريكالي” ويكمل الآن دراسته في جامعة فرنسية، كما يتابع الطلاب الأتراك دراستهم في جامعات أردنية وهم من الجنسية التركية وعدد من الطلاب السوريين ممن تخرجوا من الجامعة اتجهوا للتعليم في المدارس التركية دون أي إشكاليات أو عراقيل.
وأشار المواس إلى تجربة ناجحة لقسم الترجمة العربية في السنة الرابعة الذي خصص عدداً من طلابه لتعليم اللغة التركية للتلاميذ السوريين في المرحلة الابتدائية في عدد من المدارس، وتم إبلاغ معظم السوريين في المدينة بهذا الأمر كي يزودوا القسم بعناوين مدارس أولادهم لتعميم التجربة التي تشمل كل العرب وليس السوريين فحسب، لافتاً إلى أن ابنته أتقنت اللغة التركية مستفيدة من هذه التجربة، وحصلت على المرتبة الأولى في الصفين التاسع والعاشر على المدرسة، علما أن مدرستها من المدارس المشهورة وقد كرمها والي المدينة.
زمان الوصل
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.