مجيئه أحدث ضجة ومغادرته كانت صدمة.. زيدان صاحب المسيرة الأسطورية في النادي الملكي

في 4 يناير/كانون الثاني 2016، أعلن فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد الإسباني، تعيين المدرب الشاب زين الدين زيدان، مدرباً للفريق الملكي، خلفاً لرافاييل بينيتيز.

ولاقت هذه الخطوة انتقادات عديدة من قطاع كبير بجماهير ونجوم الملكي السابقين، الذين رأوا أنها جاءت قبل الأوان، وأن اللاعب العظيم سابقاً ما زال يحتاج العديد من الخبرات قبل أن يتولى تدريب العملاق المدريدي، إلا أن زيدان غيَّر وجهة نظر كل منتقديه.

ومثلما جاء تعيينه مفاجئاً، حلَّت استقالته، اليوم، من تدريب الفريق، كالصاعقة على عشاق الفريق الملكي.

وقال زيدان “لقد اتخذت قراراً بعدم الاستمرار في ريال مدريد خلال الموسم المقبل”.

وأضاف “هذا الفريق يجب أن يواصل الانتصارات ويحتاج للتغيير من أجل ذلك، بعد 3 سنوات يحتاج الفريق إلى صوت آخر وطريقة عمل أخرى، ولهذا السبب اتخذت قراري”.

وتابع “أحب هذا النادي كثيراً ورئيسه، الذي منحني كل شيء، وفي البداية فرصة اللعب في هذا النادي الكبير. سأشعر بالامتنان دائماً لذلك. اليوم أنا في حاجة للتغيير”.

مسيرة قصيرة أسطورية

ففي خلال عامين ونصف العام تقريباً في تدريب ريال مدريد، صنع الفرنسي تاريخاً عظيماً قد يعجز مدربون كبار عن كتابته خلال مسيرة كاملة.

توج زيدان خلال 29 شهراً مع ريال مدريد بـ9 بطولات كاملة، منها ثلاثية متتالية قياسية في دوري أبطال أوروبا، ليحفر اسمه بحروف من ذهب في سجلات كرة القدم.

وتسلم زيدان الفريق في 2016، وهو في حالة مزرية، تحت قيادة سلفه الإسباني رافائيل بينيتيز، الذي دخل في العديد من الصدامات مع نجوم الفريق الملكي، كما أنه تراجع في الدوري، وانحنى أمام برشلونة في سانتياغو برنابيو بالخسارة برباعية نظيفة.

لم يضع زيزو وقتاً، فبدأ أولى مهامه مع ريال مدريد، بعد 5 أيام فقط من توليه المسؤولية، وقاد الفريق لسحق ديبوروتيفو لاكورونيا بخماسية نظيفة في الليغا، لينطلق من هذه النقطة ليثبت أقدامه مع الملكي.

واستطاع زيدان احتواء لاعبي الأبيض وإعادة الهدوء إلى غرفة خلع الملابس، وحوّل مسار موسم 2016 نحو نجاح كبير، بالتتويج بلقب دوري أبطال أوروبا على حساب أتلتيكو مدريد بضربات الترجيح، ليوقع على بطولته الأولى، وما أجملها من بطولة.

وقاد زيزو الفريق في غضون أشهر قليلة لبطولتين جديدتين، هما السوبر الأوروبي، وكأس العالم للأندية، ليثبت أركان ودعائم عرشه على قلوب عشاق الريال.

في الموسم الثاني، حقَّق زيدان ثنائية كانت غائبة منذ عقود عن جدران الأبيض، فقاد الفريق للتتويج بقب دوري الأبطال، مضافاً إليه انتزاع درع الدوري الإسباني من براثن برشلونة، وأكمل توهجه بالاحتفاظ بلقبي السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، وبينهما سحق غريمه برشلونة في السوبر الإسباني بنتيجة (5-1) بمجموع الذهاب والإياب.

وبدأ زيزو ورجاله الموسم المنقضي بطريقة مخيبة، فتعثّروا بشدة في الليغا وابتعدوا عن الغريم برشلونة، الذي تصدَّر المسابقة بفارق كبير من النقاط، وودعوا الكأس على يد ليجانيس المتواضع.

وفي مطلع العام الجاري، بدأ الحديث يزداد حول احتمالات إقالة زيدان، خاصة بعدما أوقعت قرعة دوري أبطال أوروبا، الفريق الأبيض أمام باريس سان جيرمان الفرنسي المطعم بنجميه نيمار دا سيلفا وكيليان مبابي، في دور الـ16.

ولكن زيدان قلب الطاولة مجدداً على الذين توقعوا إخفاقه، وقاد الريال لتخطي نيمار ورفاقه، وعبر بعدها مطب يوفنتوس الإيطالي بصعوبة، ليصطدم في نصف النهائي بالعملاق بايرن ميونيخ بقيادة المخضرم يوب هاينكس.

ولكن حماس زيدان تفوق على خبرة هاينكس، وأدى بالريال إلى نهائي دوري الأبطال الثالث على التوالي، الذي نجح من خلاله المدرب الفرنسي في أن يصبح أول مدرب في التاريخ يتوج بأمجد الكؤوس الأوروبية 3 مرات توالياً.

وإجمالاً نجح زيدان في التتويج مع الريال بـ9 ألقاب من أصل 134 نافس عليها، وقاد الفريق في 149 مباراة، فاز في 105، وتعادل في 28، وخسر 16 مرة فقط.

واعتمد زيدان على طريقتي لعب 4-3-3، و4-4-2، في مشواره مع الأبيض، وبدل بينهما في العديد من الفترات، وأكسب زيزو الفريق مرونة تكتيكية كبيرة، عن طريق الهجوم بالاستعانة بتقدم الظهيرين، وتقريب الجناح كريستيانو رونالدو من المرمى أكثر، لاستغلال قدرته المميزة على تسجيل الأهداف.

 

 

.

م.عربي بوست

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.