تركيا تطبّب جرحى غزة جسديا ومعنويا

عشرات الجرحى الفلسطينيين استقبلتهم المستشفيات التركية خلال الشهر الماضي، لتلقي العلاج بعد إصابتهم برصاص الجيش الإسرائيلي، على حدود قطاع غزة الشرقية ضمن “مسيرات العودة الكبرى”.

وفي حزيران/ يونيو الجاري، وصل العشرات من هؤلاء الجرحى إلى تركيا، عبر مطار القاهرة الدولي انطلاقا من معبر رفح الذي يربط بين مصر وقطاع غزة.

الأناضول تجوّلت بين أسرّة الجرحى الفلسطينيين، والذين أشادوا بجهود الحكومة والشعب التركي، بعد استقبالهم وتقديم الخدمات الصحية والمعنوية اللازمة.

ويقول هؤلاء إنهم “وجدوا تركيا ملاذا آمنا لهم، على الصعيدين المعنوي والمادي”.

“إدريس كورتولوش”، مدير مستشفى مركز “باشاك شهير” الطبي في مدينة إسطنبول، يقول إنهم استقبلوا 4 جرحى فلسطينيين قبل عيد الفطر بيومين، بتوجيهات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وأضاف، “فور استقبالهم، بدأنا تجهيزات علاجهم من خلال عمل التحليلات المتعلقة بكل مصاب ودرجة إصابته”.

وبناء على ذلك “عملنا على ترتيب خطة طبية علاجية”، يضيف “كورتولوش”.

ويتابع: “من أكبر المشاكل التي واجهناها، تأخر علاج المصابين في غزة، نظرا لنقص الأدوية والمستلزمات الطبية هناك”.

ويعاني قطاع غزة منذ 2006 حصارا خانقا تفرضه إسرائيل منذ 2006، عقب فوز حركة “حماس” في الانتخابات البرلمانية، وأثر على كل قطاعات الحياة هناك، بما فيها الصحية.

وأضاف “كورتولوش”: “رأينا الإصابات في ليلة 15 تموز (يوليو/محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا)، وكيف عاملنا مواطنينا ومصابينا. سنعامل إخواننا الفلسطينيين كذلك، حتى يكتب الله لهم الشفاء”.

وفنّد الطبيب التركي ادعاء الجيش الإسرائيلي باستخدامه أعيرة مطاطية ضد المتظاهرين في غزة، قائلا: “رأينا الإصابات وكانت مؤذية إلى حدّ كبير جدا، وليس كما يدعي الاحتلال”.

ويدلل على قوله بحالة جريح فلسطيني فقد قدرة المشي على قدمه، “لأن إصابته بالرصاص أدّت إلى ضرب الأعصاب منطقة الركبة”.

وأضاف: “باقي الجرحى يعانون من مشاكل في مفاصل القدم، وهذا يؤكد أن إسرائيل لم تستخدم الرصاص المطاطي”.

وأكد أن “الجرحى تم إصابتهم باستخدام الأسلحة الحية، ومع الأسف الجروح كلها تهدف لإحداث إعاقات”.

وختم حديثه قائلاً: “نسعى لتقديم كل ما بيدنا لعلاجهم، ورئيس الجمهورية دائماً يؤكد أننا نحن نمثل فلسطين، وإذا ما كان لدينا القدرة على استقبال جميع الجرحى الفلسطينيين فلنفعل”.

الجريح الفلسطيني “أحمد أبو الريش”، يروي للأناضول معاناته مع الإصابة، فيقول: “أصبت في مسيرة العودة، وللأسف لم يكن لدينا علاج في غزة، فاضطررت للسفر إلى تركيا”.

وعند وصوله إلى تركيا، استُقبل “أبو الريش” في مستشفى تركي حكومي، مؤكداً أن “الأتراك لم يقصروا ماديا ولا معنويا”.

وقال: “الشعب التركي عظيم لأن قلبه معنا، ونشكره جزيلا كما الحكومة على وقوفهم معنا”.

أما الجريح “وسام سعدة”، فقد أصيب بقدميه بطلق ناري شرق معسكر جباليا شمالي قطاع غزة.

ونتيجة غياب العلاجات في مستشفيات غزة، توجه “سعدة” إلى تركيا للعلاج، فكان الترحيب والمعاملة الجميلة كما يصفها.

وقال: “نشكر الحكومة التركية والأطباء على معاملتهم لنا وما يقدموه من رعاية صحية”.

وكما “سعدة” فإن الجريح “فوزي أبو موسى قال “هنا (في تركيا) معاملة جيدة جدا واهتمام من الجميع، من مدير المستشفى والأطباء”.

بدوره، قال “محمد أبو دان” الذي أصيب في عينه: “جئت إلى تركيا، وهنا العلاج جيد جدا، وكل الخدمات الصحية متاحة”.

وتابع: “قبل أيام كنت أعاني ألما في رأسي، ولم ينصرف الأطباء عني حتى زواله، هنا يهتموا بالمريض كثيرا”.

وحول وضعه الصحي، قال إنه سيخضع لعملية زراعة عين اصطناعية على حساب الحكومة التركية.

وارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة في غزة، يوما 14 و15 مايو/ أيار الماضي، استشهد خلالها 119 فلسطينياً وأصيب آلاف خلال مشاركتهم في مظاهرات سلمية قرب السياج الأمني الفاصل بين غزة وإسرائيل.

وحسب بيانات رسمية، ارتفع لاحقاً عدد الضحايا إلى 128 شهيداً، وأكثر من 14 ألف و700 مصاب، جراء استمرار اعتداءات جيش الاحتلال الإسرائيلي في الأيام اللاحقة.

ومنذ نهاية مارس / آذار الماضيعام 1948، وهو العام الذي قامت فيه إسرائيل على أراضٍ فلسطينية محتلة.

 

 

.

م.الاناضول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.