صحيفة تركية تصل إلى سجلات “بي كا كا” المالية في سوريا وتشكف تفاصيلها

كشفت صحيفة يني شفق التركية ،تفاصيل السجلات المالية لمنظمة بي كا كا الإرهابيّة في عفرين السورية، والتي جاء بها معطيات مهمة حول احتلال التنظيم للمدينة المستمر منذ 5 سنوات.

ويحصل التنظيم على دخل يزيد على 600 مليون دولار سنويا. كما كشفت تلك السجلات أن التنظيم أنفق 4 ملايين دولار على الأنفاق التي شيدها لمواجهة الجيش التركي.

وتضم السجلات المالية التي توصلت إليها الصحيفة التركية الإتاوات التي يجمعها التنظيم من المدنيين تحت مسمى الضرائب، والمساعدات التي يتلقاها من “قنديل” (المقرّ الرئيسي للمنظمة)، والمخصصات الخاصة بالأنفاق الإرهابية، والمبالغ المقدمة إلى نظام الأسد، والأموال المكتسبة من تجارة المخدرات والبشر.

دخل بقيمة 600 مليون دولار

وقد كشفت المعطيات التي حصلت عليها الصحيفة من تلك السجلات، التي تضم معلومات مهمة حول احتلال بي كا كا لعفرين منذ 5 سنوات، أن التنظيم يحقق سنويا دخلا يزيد على 600 مليون دولار، وأنه يرسل الجزء الأكبر من هذا المبلغ إلى معسكرات تدريب الإرهابيين والإدارة العليا للتنظيم في الحسكة السورية وجبال قنديل في العراق.

وجاء بسجلات التنظيم الذي نجح الجيش التركي بالتعاون مع الجيش السوري الحر في طرده من عفرين؛ أنه تم تخصيص ميزانية خاصية للأنفاق الإرهابية المبنية على الحدود والتي يتخطى طولها الإجمالي 150 كم.

تخصيص 4 ملايين دولار للأنفاق

من جانبه، قال العقيد “أبو عبده”، أحد قادة الجيش الحر الذين يقاتلون في عفرين، إن بي كا كا عمل على مدار 4 سنوات لتشييد الأنفاق في عموم مناطق عفرين وفي مقدمتها جندريس والشيخ حديد وراجو وبلبل، مشيرا إلى أنهم حصلوا على معلومات خلال التحقيق الذي أجروه مع عناصر بي كا كا الذين أسروهم مفادها أن أن التنظيم أنفق 4 ملايين دولار على الأنفاق والأبراج التي شيدت على طول الحدود وكذلك معسكرات تدريب الإرهابيين.

مخصصات خاصة بقادة التنظيم

وجاء بالسجلات التي حصلت يني شفق على نسخة منها أن التنظيم خصص ميزانية خاصة لبعض من قادته الذين كانوا من بينهم سيبان هامو ومحمود برخدان وهوجار وتشكدار مامو.

من جانب آخر أفاد عناصر التنظيم الذين وقعوا في الأسر في عفرين بأن القادة المزعومين للتنظيم وإدارته العليا في المنطقة اختلسوا جزءا كبيرا من الأموال التي كسبها التنظيم من الإتاوات وعمليات تهريب المخدرات والإتجار بالبشر.

أكبر مصدر دخل للتنظيم

وكانت عفرين هي أكبر مصدر دخل لتنظيم بي كا كا الذي يعتبر بمثابة القوة البرية للولايات المتحدة منذ عام 2015 وحتى اليوم. وتتضمن السجلات المالية لإدارة المقاطعة المزعومة كذلك مبالغ المساعدات المقدمة لمراكز الإرهاب مثل منبج وعين العرب والقامشلي. وكشفت المعطيات النقاب عن أن التنظيم يحصل من المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد بشكل كبير على احتياجاته من الطعام والشراب والحديد وسائر المستلزمات اللوجستية الأخرى، كما أنه حصل لفترة من الوقت من مصنع شركة لافارج الفرنسية في عين العرب على الإسمنت المستخدم في بناء الأنفاق في مقابل مبالغ من المال سددها للشركة الفرنسية.

التنظيم حصل على دعم دولي

كان بي كا كا قد استغل حالة الفوضى التي سادت في عموم سوريا ليحتل عفرين عام 2012، كما أنه حصل على دعم من عدة دول لبناء المعسكرات والأنفاق والأبراج وتدريب العناصر الإرهابية؛ إذ حظي التنظيم في مقاطعة عفرين المزعومة خلال الفترة الأولى بدعم من مهندسين روس وألمان وبريطانيين وفرنسيين، ثم أرسل البنتاغون الأمريكي خبراء لتقديم المساعدة في تشييد المعسكرات والأبراج والأنفاق. وقد أفاد أحد القياديين في المقاطعة المزعومة، ويحمل اسما حركيا جابار، والذي أسر في عفرين وسلم إلى السلطات التركية، بأن ملايين الدولارات قد سرقت خلال عملية الهروب من عفرين ليرسل مبلغ من هذه الملايين بالشاحنات إلى منبج، مضيفا أن المناطق الجبلية كذلك تضم الكثير من الأموال والممتلكات الثمينة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.