“صبي القهوة” الخاص بكوشنر مرشح لإدارة أكثر الملفات حساسية بالشرق الأوسط

كشفت صحيفة The Telegraph البريطانية، الجمعة 6 سبتمبر/أيلول 2019، أن آفي بيركوفيتش، مساعد جارد كوشنر، سيخلف كبير مستشاري البيت الأبيض وصهر الرئيس جيسون غرينبلات (محامي ترامب السابق للعقارات) في وظيفته بعد أن أعلن البارحة استقالته.

وقال الرئيس دونالد ترامب، الخميس 5 سبتمبر/أيلول، إن مبعوث الولايات المتحدة للسلام في الشرق الأوسط سيكون مساعداً إدارياً في البيت الأبيض يبلغ 30 عاماً.

خليفة غرينبلات لا يملك أدنى خبرة سياسية

لا يملك بيركوفيتش، خريج كلية هارفارد للحقوق عام 2016، أي خبرة في السياسة الخارجية. وقد انضم إلى حملة ترامب الانتخابية عام 2016، ومنذ ذلك الحين صار الذراع اليمنى لكوشنر في إدارته.

وفي موجز كتبه موقع Business Insider عام 2017 عنه، نُقل عن المتحدثة السابقة باسم البيت الأبيض، هوب هيكس، قولها إن واجباته الأساسية كانت «أداء اللوجستيات اليومية، مثل إحضار القهوة وتنظيم المقابلات».

وقال أحد رؤسائه السابقين على تويتر إن  بيركوفيتش «لم يكن مبهراً جداً، واحتاج إلى قدر ملحوظ من المساعدة لإنجاز التكليفات، حتى البسيط منها. ولكن أن يكون مبعوث السلام في الشرق الأوسط؟ بالتأكيد سيتمكن من ذلك». ووصفه خبير آخر مختص في شؤون البلاد العربية بأنه «متدرب ممجد».

قالت جاسمين الجمل، المستشارة السابقة في شؤون الشرق الأوسط بوزارة الدفاع، في حديثها إلى صحيفة Telegraph، إن تعيينه هذا «يدل على انعدام الجدية» في النهج الذي تتبعه الإدارة لتحقيق خطة السلام، وعلى هيمنة كوشنر التامة على هذه العملية. وأضافت: «إنهم حتى لا يتظاهرون بالعكس من خلال تعيين مبعوث مؤهل».

وأعرب آخرون عن مخاوفهم من أن يكون بيركوفيتش يهودياً صهيونياً، مثل غرينبلات وكوشنر، الأمر الذي قد يؤدي إلى تصور تحيزه في مفاوضات السلام مع المسؤولين الفلسطينيين. وعقب إعلان غرينبلات رحيله شكره ترامب على «إخلاصه لإسرائيل».

والانتقادات بدأت حتى قبل انطلاق مهمته

يشك بعض المحللين في أن تعيين بيركوفيتش المفاجئ جاء ليسهل التخلص منه إذا لم تلقَ خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط قبولاً حسناً. وقد تعرّضت العملية لانتقاد واسع النطاق حتى هذه اللحظة، ويرجع السبب بدرجة كبيرة إلى أن كوشنر هو من يقودها، وهو مثل والد زوجته يملك خبرات في مجال العقارات في نيويورك أكثر مما يملك على صعيد السياسة الخارجية.

بدأت أول مرحلة لكوشنر بخطة السلام الاقتصادية، المُسماة «السلام من أجل الازدهار»، في مؤتمر في البحرين في يونيو/حزيران، الذي قاطعه المسؤولون الفلسطينيون، وانتقده الخبراء.

وقال دانيال كورتزر، سفير الولايات المتحدة السابق في إسرائيل، على تويتر: «قد أقيّم هذه الخطة بدرجة ضعيفة إذا كانت من طالبٍ جامعي». ودعاها مايكل كوبلو، وهو محلل في الشؤون الإسرائيلية: «مسرحية فرقة مونثي بايثون الكوميدية لمبادرات السلام الإسرائيلية الفلسطينية».

ويتوقع أن تكون الخطوة التالية بدء المرحلة السياسية قريباً، في أعقاب الانتخابات الإسرائيلية المزمع عقدها في 17 سبتمبر/أيلول الجاري.

.

وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.