كاتب تركي يكشف كواليس الاتفاق بين أنقرة وواشنطن

تحدث كاتب تركي، عن كواليس المفاوضات الأمريكية التركية، التي وصلت لاتفاق مهلة الـ120 ساعة في منطقة شرق الفرات شمال شرق سوريا.

وقال الكاتب التركي، عبد القادر سلفي، في مقال له على صحيفة “حرييت”، إنه على الرغم من الأزمة العميقة التي خلقتها “رسالة ترامب”، كانت التطورات تسير باتجاه إيجاد “حل وسط” بين واشنطن وأنقرة.

ولفت إلى أن المفاوضات بدأت مع الاتصال الذي جرى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، بعد أن طلب الأخير إرسال فريق أمريكي إلى أنقرة للتباحث حول العلاقة بين البلدين والتطورات السورية.

وعلى الفور سارع الفريق الأمريكي للتحرك باتجاه أنقرة، لافتا الكاتب إلى أن مطالب أردوغان المتمثلة بإلقاء الوحدات الكردية المسلحة السلاح، وانسحابهم من المنطقة الآمنة، كانت أرضية المفاوضات بين الطرفين.

 

ورأى الكاتب التركي، أن تسريب رسالة ترامب، كانت تهدف لتخريب مساعي التوافق بين البلدين، وفضلت تركيا الجلوس على الطاولة مع الولايات المتحدة.

وأشار إلى أن المفاوضات التي استمرت أربع ساعات و20 دقيقة، كانت الحلقة الأولى لها الاتصالات التي أجراها مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين، قبل يوم واحد من قدوم مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي إلى أنقرة.

مفاوضات غير سهلة

وأضاف أنه بالنظر إلى كواليس المفاوضات بين الطرفين، فإنها لم تكن سهلة على الإطلاق، لافتا إلى اللقاء الأول بين أوبراين ووزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو الذي كان متوترا للغاية.

وأوضح أن أوبراين في لقائه مع تشاووش أوغلو، وضع بالبداية “كرت العقوبات على تركيا”، إذا لم يتوقف إطلاق النار في رسالة تهديدية واضحة من واشنطن إلى أنقرة، التي لم يلق لها بالا، ولم يتجاوب معها وزير الخارجية التركي.

ونقل عنه قوله: “لاتهمنا عقوباتكم.. ولن تكن ذات أهمية.. تركيا بكافة أطيافها حتى المعارضة تقف خلف عملية نبع السلام”.

وتابع الكاتب بأن أوبراين قدم مسودة للتفاوض على أساسها، التي رفضها تشاووش أوغلو، حيث كانت تنص على وقف إطلاق النار مقابل عدم فرض عقوبات، مستدركا أن أوبراين عندما لاحظ الموقف التركي أبدى مرونة بتقبل مقترحات أنقرة للتفاوض عليها، حيث بدأت المفاوضات على 13 مادة جرى التوافق عليها.

مطلب تركي

ولفت إلى أن الولايات المتحدة طالبت بوقف عملية “نبع السلام” مع انسحاب للوحدات الكردية المسلحة، إلا أنقرة أصرت على جدول زمني لذلك، مشيرا إلى أن مقترح الـ120 ساعة كان مطلبا تركيا.

وأضاف أنه جرى التوصل إلى تفاهم بين مستشار الأمن القومي، ووزير الخارجية التركي، إلا أن الكلمة الأخيرة للمباحثات للوفود.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة خلال المفاوضات، طرحت قضية المواطنين الأمريكيين المعتقلين بتهمة الارتباط بتنظيم “غولن” في تركيا، إلا أن تشاووش أوغلو رد بشكل قاس: “لديكم زعيم التنظيم الإرهابي ولا تسلمونه لنا”، الرد الذي أزعج أوبراين.

ونوه الكاتب إلى أنه خلال اللقاء الذي كان أردوغان وبنس يتباحثان، بالوقت ذاته كانت تجري مباحثات بين تشاووش أوغلو ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو حول مشروع الاتفاق.

ولفت إلى أن بنس قبيل لقائه بأردوغان كان حادا للغاية، إلا أنه أبدى موقفا تصالحيا خلال اجتماعه بالرئيس التركي.

وكشف الكاتب أن مستشار الأمن القومي الأمريكي حذر بشدة بنس قبيل لقائه أردوغان، من ذكر موضوع “العقوبات” أمامه.

وختم الكاتب، أن الـ120 ساعة شارفت على الانتهاء، والأنظار تتجه نحو اللقاء الذي سيعقده أردوغان بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، منوها إلى أنه لا يوجد علامات انسحاب جدية من الوحدات الكردية المسلحة من المنطقة الآمنة.

 

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.