حينما وقع زعماء عرب في الحب.. كيف التقوا شريكات حياتهم؟!

الزعماء أيضا يقعون في الحب، ولكل منهم تجربة خاصة تكشف الجانب الإنساني في حياتهم، البعض اختار شريكة حياته منذ اللقاء الأول، والبعض الآخر نجح في تخطي العراقيل الاجتماعية ليفوز بزوجة العمر التي تشاركه حياة يسودها الإخلاص وتتخللها السياسة من حين إلى آخر.

في كتابه “نساء الزعماء.. أسرار الحب في قلوب أصحاب الفخامة”، نقل الكاتب المصري مؤمن المحمدي مجموعة من الشهادات التاريخية حول الجانب الرومانسي في حياة الرؤساء العرب، التي ربما لم يتوقع البعض أن يكون أبطالها زعماء احتلت السياسة حياتهم طويلا.

أسرع زواج

يمكن القول إنه على وخز كوب من الشاي التهبت مشاعر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، عندما التقى لأول مرة بابنة صديقه “عبد الحميد”، فانجذب إليها بقوة، في لقاء قصير حملت فيه كوبا من الشاي إليه، فتقدم رسميا إلى خطبتها، لكن الوظيفة العسكرية التي كان يتقلدها الرئيس الراحل عبد الناصر، وراتبه الضئيل، جعل والد وإخوة العروس يترددون في منحه الموافقة، لكن شريكة عمره “تحية”، حسمت الموقف بقبولها السريع وإصرارها على العريس.

ويقول الكاتب إن تحية جذبت الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بملامحها الرقيقة العذبة وهدوئها، الذي ينم عن قوة الشخصية والثقة بالنفس رغم صغر سنها، إذ كانت في بداية مرحلة ربيع شبابها. وفي ثمانية أسابيع اجتمع شمل القلبين في بيت الزوجية، وجاء الزفاف في ظرف قياسي عقب التعارف.

جمال عبدالناصر وزوجته تحية كاظم (مواقع التواصل الاجتماعي)

زواج بالإقامة الجبرية

تبدو هذه العبارة، عنوانا لمسلسل تلفزيوني أو لرواية ذات بعد اجتماعي، لكنها الحقيقة التي عاشها أول رئيس للجزائر المستقلة، إنه الرئيس الراحل أحمد بن بلة، الذي اقترن بزوجته في ظروف استثنائية وجو يشبه مشاهد أفلام السينما، حيث أصرت عليه والدته أن يتزوج قبل أن تفارق الحياة، بعد أن تقدم بها العمر، وقدمت له صورة فتاة تدعى “زهرة”، التي كانت تحترف مهنة الصحافة.

ويقول الكاتب إنه عندما شاهد الصورة خفق قلبه بقوة وشعر بأنها المرأة التي كان يبحث عنها، لكن المشكلة التي اعترضت في البداية هذا الزواج وبدا مستحيلا، أن العروس المرشحة كانت من الصحفيات المعارضات بشراسة للرئيس أحمد بن بلة، لكن كل الجليد انصهر أمام لهيب المشاعر، ولم يتم الزواج إلا بعد إزاحة هذا الرئيس من الحكم وكان قيد الإقامة الجبرية.

الرئيس الجزائري أحمد بن بلة وزوجته زهرة (غيتي إيميجز)

حب النظرة الأولى

يقال إن القائد الفلسطيني الراحل ياسر عرفات أحب زوجته “سهى” ذات المحيا المشرق الذي يفيض بالعذوبة، من أول نظرة وفي بداية لقاء أول جمعه بها، ذات يوم من عام 1989 بفرنسا، ولم يكن عمرها آنذاك قد تجاوز الـ27 ربيعا، وتكفلت لحظتها بمهام الترجمة الفورية في اجتماعات الرئيس ياسر عرفات مع الحكومة الفرنسية. ولم يمنع فارق السن، ولا المنصب الذي كان يتبوأه ياسر عرفات من ترجمة فيض الأحاسيس إلى عقد قران رسمي وأبدي، بحسب ما يروي مؤلف كتاب نساء الزعماء.

والجدير بالإشارة أن العلاقة الثنائية تطورت بين الطرفين عندما طلب الراحل عرفات من سهى مرافقته إلى تونس، حيث اعتمد عليها في البداية لتوجيه العلاقات العامة في منظمة التحرير الفلسطينية بالنظر إلى الخبرة والحنكة اللتين كانت تتمتع بهما، وتمكنت بعد ذلك من كسب ثقة الرئيس الفلسطيني فعينها مستشارة للشؤون الاقتصادية.

سهى وياسر عرفات (غيتي إيميجز)

“مهر” رمزي

رغم أنها كانت الزوجة الثانية، فإن حبهما ولد وكبر بسرعة، ولقي فيما بعد رفضا عائليا، حيث اعترضت والدة جيهان رؤوف الإنجليزية ارتباط ابنتها من أنور السادات الذي كان متزوجا من قبل، لكن ابنتها العروس كان قد جرفها الحب وتعلقت بالرئيس المصري الراحل أنور السادات، ودافعت بشدة عن حبها حتى قبلت والدتها، وساعدها كثيرا في ذلك والدها الذي مال إلى من اختارته شريكا لحياتها.

وبحسب مؤلف الكتاب، فإنه بعد طلاق أنور من زوجته الأولى، تزوجا عام 1949 أي بعد انقضاء عدة أشهر من تعارفهما، وكانت جيهان الشابة معجبة حد الانبهار بحبيبها، حتى قبل أن ترى أنور السادات أي من خلال أحاديث زوج ابنة عمتها الطيار عنه، وكان مهرها رمزيا لم يتجاوز 150 جنيها مصريا.

جيهان وأنور السادات (غيتي إيميجز)

شخصيتها القوية

أسرت وداد بابكر ذات زمن، الرئيس السوداني السابق عمر البشير رغم زواجه، وجعلته يتقرب منها بحب وإعجاب كبيرين، بل سحرته شخصيتها القوية، وجذبته ثقافتها العالية، رغم أنها كانت متزوجة قبله من اللواء إبراهيم شمس الدين أحمد، الذي توفي في حادث سقوط طائرة مروحية.

ويُروى -بحسب الكاتب مؤمن المحمدي- أن السيدة الفاضلة وداد تمكنت من الاستيلاء على قلب الرئيس عمر البشير بشكل تلقائي لا شعوري، وصارت السيدة الأولى في السودان، وسطع نجمها من خلال العمل الخيري المكثف الذي قامت به خاصة لمصلحة المنكوبين في دارفور.

الزواج من راعية غنم

ويروي مؤلف كتاب نساء الزعماء، أن الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، عندما كان راعيا للغنم في مراعي بيت الأحمر، احترق قلبه بعشق راعية غنم، فتزوجها في عام 1964 وعمره لم يتعد 17 ربيعا.

ولكن شاء القدر أن تتعرض القرينة الحبيبة لحادث سير وتوفيت على إثر ذلك عام 1979. وأعاد الرئيس اليمني السابق الزواج مرتين، زواجا تقليديا لم يتعرف فيه على العروس إلا في ليلة الزفاف.

.

المصدر: الجزيرة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.