مواجهة عسكرية “تركية – إيرانية” بـ”إدلب” في حال فشل اتفاق “موسكو”

أجمع محللون روس على أن الاستهداف الذي نفذه الجيش التركي ضد قوات عسكرية تابعة لحزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني في ريف “إدلب” أدخل إيران عسكريًا في مدينة “إدلب”.

وأكد المحللون في تصريحات مُنفصلة، أن مصير “إدلب”، والعلاقات بين “تركيا وروسيا وإيران” ستعتمد على نتيجة المحادثات التي جرت اليوم الخميس، في العاصمة الروسية “موسكو”.

ويرى هؤلاء أن إنهاء الصراعات العسكرية في “إدلب” أمر مهم، ولكن ما هو على المحك ليس فقط مستقبل سوريا، ولكن مصير العلاقات الثنائية داخل هذا المثلث.

ووفقًا لما كشفته وكالة “ريا نوفوستي” للأنباء الروسية في تقرير مطول عن المعارك العسكرية في مدينة “إدلب”، وما ترجمته “تركيا الآن” فإن الاستهداف الذي نفذه الجيش التركي بعد استشهاد 33 عسكريًا، أدخل القوات الإيرانية بقوة إلى “إدلب”، وذلك بعد ادعائها بتقديم إحداثيات عناصرها للسلطات التركية.

وفردت الوكالة صفحات عدة حول “التطورات العسكرية في إدلب” ترجمت وكالة “تركيا الآن” ما يتعلّق بالعلاقة “الإيرانية التركية” في ظل اشتداد المعارك “التركية السورية”.

وفي هذا الصدد، يقول الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية “كيريل سيمينوف” إن العلاقات التركية الإيرانية ظلّت مستقرة طوال الصراع السوري، ولم تفسدها حقيقة أن “طهران” دعمت “النظام السوري”.

وأكد الخبير الروسي أن إيران لم تؤيد عملية عسكرية لـ”النظام السوري” في مدينة “إدلب” شمالي سوريا، وذلك لترددها في معارضة الرئيس التركي.

وكشف أن القوات الإيرانية لم تشارك جيش “النظام السوري” في هجومه على “إدلب” في مايو من العام الماضي، ما ترجم بأنها محاولة إيرانية للعمل على حساب تركيا.

ورغم هذا التعاون الذي وصفه الخبير الروسي بـ”التكتيكي” إلا أن الجمهورية الإيرانية وتركيا لم تكونا قط شريكين استراتيجيين.

من جانبه، يرى الأستاذ المشارك في مركز الدارسات الخليجية في جامعة “كتالونيا” “نيكولاي كوزانوف” أن دخول القوات الإيرانية بعد الاستهداف، يؤكد أنها أصبح مستعدة لفعل أيّ شي، لمنع إضعاف “نظام الأسد”.

ووفقًا للأستاذ المشارك فإن المنطق هنا بسيط، حيث أن “طهران” تعلّم أن المجتمع الدولي سينظر لرئيس النظام السوري على أنه نقطة “ضعف” لها، وهذا ما لم تسمح بحدوثه، ومن هنا جاء التهديد الإيراني لـ”تركيا” بأنها ليست “دمشق” وأنها سترد على أيّ استهدافات مُقبلة.

ولكن الأمر ليس بهذه البساطة، فهذا التهديد يعتمد في المقام الأول على الاتفاقيات الروسية التركية، وفقًا للأستاذ، الذي اعطى “طهران” الدور المساعد لـ”موسكو” في هذه المسألة.

أما، الخبير في مركز الدراسات السياسية في العاصمة التركية “أورهان غفرلي”، يرى بأن “إيران” مهتمة أكثر بالحفاظ على علاقات جيدة مع تركيا، معززًا ذلك بأن “أنقرة” هي واحد من الدولة القليلة التي تحافظ على علاقاتها التجارية مع طهران رغم العقوبات الأميركية.

واستبعد الخبير التركي، اندلاع مواجهة حادة بين الطرفين “التركي والإيراني” على الأراضي السورية، بسبب القضية السورية.

يذكر أن اللقاء “الحاسم المغلّق” بين الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين انتهى بعد ثلاث ساعات متواصلة في العاصمة الروسية “موسكو”.

ويشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وصل إلى موسكو اليوم الخميس على رأس وفد رفيع من وزارت عدة، وذلك لمناقشة الأوضاع السورية التركية.

المصدر: تركيا الآن – عبدالله المنسي – إسطنبول

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.