دبلوماسي كندي: هكذا نجعل تركيا عظيمة مرة أخرى

تحت هذا العنوان نشر موقع “يوراسيا ريفيو” مقالًا للدبلوماسي الكندي السابق، ومدير مركز ماكنزي في مونتريال، بروس مابلي، قدم فيه قائمة بالاقتراحات التي تجعل تركيا بلدًا عظيمًا مرة أخرى.

ويلفت مابلي في مستهل مقاله إلى أن الهدف ليس إعادة تركيا إلى أمجاد الإمبراطورية العثمانية، أو الدعوة إلى مستقبل عثماني قائم على الحنين للإمبرطورية العثمانية، لكنه يهدف إلى تحسين نفوذها السياسي في المنطقة.

ويضيف أنه من حيث النطاق الدولي، قام حزب العدالة والتنمية الحاكم بالفعل بالترويج لأصول القوة الناعمة التركية في الخارج، ولكن ما  تزال هناك مواقف تتطلب الاهتمام وبعض الإصلاح، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن تركيا تضررت كثيرًا ممن يسعون إلى وصفها بأنها مثال للإسلام السياسي أو المجتمع الشمولي.

في مقدمة اقتراحات مابلي حل ما يسمى مسألة الإبادة الجماعية الأرمنية من خلال إحالتها إلى الدراسة من قبل لجنة الحكماء.

ويوضح أن هذه الفكرة قد أثيرت بالفعل في مكان آخر، لكنها بحاجة إلى التنفيذ من أجل إخراجها من المجال السياسي وإلى أيدي المؤرخين والأكاديميين، مضيفًا أن تأثيرهذه القضية على العلاقات التركية الأمريكية كارثي بالنظر إلى اللوبي المؤيد للأرمن وقوته في كل من الدولة والمجالس التشريعية الاتحادية.

ويدعو مابلي السلطات التركية إلى صنع نوع من السلام الدائم مع الأكراد، ويقول: “إنكم تتعاملون بالفعل مع الأكراد في إربيل، وهم أقلية مهمة في تركيا ولديهم نفوذ سياسي إقليمي. إن أضمن طريقة لمنع إقامة دولة منفصلة تسمى كردستان هي تقديم تنازلات ذكية على الصعيد التربوي واللغوي. إن اتفاق السلام سيساعد حلفاء تركيا السوريين الذين يجب أن يوسعوا نطاق معارضتهم لاحتضان الأكراد المناهضين لبشار”.

ووفقًا لمابلي، سوف يستغرق الأمر عدة أجيال حتى تلتئم جراح الاضطرابات المدنية مع الأكراد، لكن الفوائد الدولية والإقليمية لا يمكن إنكارها. ويمكن لحزب العدالة والتنمية استخدام رأسماله السياسي لزيادة المرونة الداخلية والاستقرار للنظام.

وعلى الصعيد الخارجي يدعو مابلي تركيا إلى التحرك وأن تصبح مرة أخرى لاعبًا رئيسيًا في الصراع العربي الإسرائيلي، وأن يبدأ الرئيس رجب طيب أردوغان بجمع الطرفين الفلسطينيين الرئيسيين منظمة التحرير الفلسطينية وحماس.

ويضيف أن لتركيا دور فريد تلعبه هنا في إفشال الجهود الإسرائيلية لتقسيم الجبهة الفلسطينية وتأجيل الإصلاح.

ورأى أن وجود تركيا لاعبًا فاعلًا في حل هذا النزاع سيزيد من دورها الدولي ويضمن لها حلفائها في المنطقة وخارجها. وستوفر رقائق مساومة لتركيا في مجموعة أستانا وحلف شمال الأطلسي، مضيفًا أن غياب التدخل الأمريكي في المنطقة يوفر فرصة ممتازة لتدخل تركيا، إذ أن الفشل الذريع لمبادرة كوشنر للسلام الأخيرة يوضح هذه النقطة.

وفيما يتعلق بالسياسة التركية في سوريا، يرى مابلي أن تلك السياسة لم تكن خطأ، بما في ذلك احتضان معارضة نظام  بشارالأسد واستقبال ملايين اللاجئين السوريين الفارين.

ويضيف أن العديد من المثقفين والمراقبين الأتراك يختلفون مع هذا الرأي ويفسرون سياسة حزب العدالة والتنمية في سوريا على أنها جزء من مؤامرة مؤيدة للسلفية لوضع تركيا كمنقذ للإسلام.

ويرد مابلي على ذلك الرأي بأن تركيا حشدت موارد كبيرة في جهد إنساني كبير لمساعدة اللاجئين السوريين في وقت لم يفعل الغرب فيه الكثير للمساعدة. وفي غياب أي دعم كبير من الناتو، أعادت تركيا صياغة مصالحها الاستراتيجية في المنطقة بشكل مبرر وانضمت إلى عملية أستانا مع روسيا وإيران.

وأردف أنه طوال العقد الثاني من هذا القرن، ألقى الأوروبيون عبء المشكلة السورية على تركيا وتوقعوا أن يتحمل الأتراك المسؤولية. كانت التنازلات لتركيا قليلة وكان من المفترض أن الأتراك سيتحملون كل المسؤولية بينما الأوروبيون يتكلمون بلغات مختلفة ومتنوعة من هيئات وهيئات حقوق الإنسان في البرلمان الأوروبي المنخرطة في توجيه أصابع الاتهام.

وينوه مايلي في ختام مقاله إلى أهمية علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي.

ويقول إن تركيا تعد واحدة من أهم الجهات الفاعلة في العالم. تمتد على طرق التجارة الرئيسية، ولها يد في كل صراع إقليمي. إن فهم أوروبا لمدى أهمية الشراكة مع تركيا هو أمر يفتقر إليه بشدة.

ويضيف أن أوروبا الواثقة والمنتعشة تدرك مدى أهمية علاقتها مع تركيا، ولكن في مواجهة الانعزالية الأمريكية، فإن أوروبا تتجه نحو الداخل.

.

المصدر/ turkpress

تعليق 1
  1. اكرم جمعة يقول

    لو نرجع الى التاريخ لنرى مسئلة الارمن ليست الى لعبة يكرر لفتح حساب قديم ليس لها اي اهمية. اما المسئلة الكردية وهية كلعبة جوكر المراد منه لتخريب المنطقة حسب الحاجة. الاكراد جعلوا من انفسهم مضحكة و ملطشة وخانوا اوطانهم و دينهم و شرفهم من اجل قظية وهمية ووطن همي بما يسمى بقرد ستان او كه ره ستان. وهم يدركون لا يمكن اقامة دولة قومية بيومنا هذا. لكنهم يبقوا كاجداهم خونة وعملاء وخدم الغير ليخربو اوطانهم. لم نسمع شعب يكره وطنه مثل الاكراد. يتباهون بالعدو و لا يتباهون باوطانهم الذين ياكلون من خيراته. فعلا اغبى و اخبث قوم على وجه الارض

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.