أفلسوا في شيطنة تركيا .. فحرّفوا ترجمة كلمة لأردوغان

من دولة الإمارات، بيتها الثاني كما تصفها، غردت مؤخرا إعلامية لبنانية مشهورة بفيديو يحوي ترجمة تعمّد صانعوه الكذب والتضليل على الرئيس التركي، بتقويله ما لم يقل، ووضع ترجمة لا تمت إلى أصل كلامه بصلة، بصياغات ركيكة وأخطاء إملائية كان يفترض أن تلتفت إليها هذه الإعلامية لتتريث قليلا قبل نشر الفيديو للتثبت من صحته، لكنها لم تفعل مستهينة بعقول من يتابعونها على حسابها الموثق بالعلامة الزرقاء والذين يقترب عددهم من 190 ألفا.

https://twitter.com/bilarakib/status/1286026810866769926?s=20

ومع أن الترجمة غير مقنعة في صياغاتها وإخراجها الفني، وما فيها من أخطاء إملائية ومضمون لا يمكن لعاقل أن يقتنع أن رئيسا في العالم يمكن أن يتحدث بمثله، إلا أن حسابات عديدة تداولت الفيديو، من بينها حسابات لسعوديين بعضهم يعرف نفسه على أنه أكاديمي وحاصل على شهادات عليا.

https://twitter.com/search?q=%D9%85%D8%B1%D8%B5%D8%AF%20%D8%AA%D9%81%D9%86%D9%8A%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%83%D8%A7%D8%B0%D9%8A%D8%A8&src=recent_search_click&f=live

تابع فريق “مرصد تفنيد الأكاذيب” الفيديو بترجمته الخاطئة، ليجد فيه كماً من الكلام الذي لا يعكس حقيقة المعايير التي تنتهجها تركيا في علاقاتها الخارجية والتي من ثوابتها وقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة، فكيف إذن تجرأ “الكاذبون” على القول على لسان رجب طيب أردوغان أن “المملكة العربية السعودية عدو لإسرائيل لذلك هي عدو لتركيا”!!

وفي سياق الترجمة “الكاذبة” يتحدث الرئيس التركي عن أن بلاده “تريد احتلال اليمن كما احتلت سوريا”، ولسنا على علم بأن رئيس أي دولة بالعالم تحدث يوما عن رغبة بلاده باحتلال بلد آخر ويصرح بكل وضوح أنه يريد احتلاله، فحتى عندما غزت الولايات المتحدة العراق عام 2003 لم يقل رئيسها آنذاك إنه يريد غزو العراق أو احتلاله، إنما قال: نريد تحرير الشعب العراقي من الدكتاتورية، وكانت العملية العسكرية تحمل اسم “حرية العراق”.

حقيقة الترجمة كما تابعها الفريق، أنها بعيدة كل البعد عن أصل الكلام المنطوق في الفيديو على لسان الرئيس التركي وأن الترجمة لا علاقة لها بكلامه لا نصا ولا مضمونا.

وبعد البحث توصل فريق المرصد إلى أصل كلام الرئيس التركي وترجمته إلى اللغة العربية، وهي بالتأكيد ترجمة دقيقة لأنها صادرة عن قناة “عربي TRT” التركية وعلى حسابها في موقع “يوتيوب”.

نشر حساب قناة “عربي TRT” على موقع “يوتيوب” تسجيلا لجزء من كلمة الرئيس التركي التي ألقاها في 10 أكتوبر/تشرين الأول 2019 خلال مشاركته في الاجتماع الموسع لرؤساء فروع حزب العدالة والتنمية في الولايات التركية بعنوان “الرئيس التركي يرد على إدانة السعودية ومصر” لعملية نبع السلام التي ينفذها الجيش التركي في شمال سوريا ضد التنظيمات الإرهابية.

https://www.youtube.com/watch?v=0wPIYEqy9N8&feature=youtu.be

وجاء في رده، “إن على المملكة العربية السعودية أن تنظر إلى المرآة، من أوصل اليمن إلى هذه الحالة؟، كيف هي أوضاع اليمن الآن؟، ألم يمت آلاف الأشخاص في اليمن؟، عليكم أولا أن تقدموا كشف حساب بذلك”.

وأضاف قائلا: “اليمن حاليا يعاني من فقر شديد، دمرتم كل مكان فيه، ادفعوا حساب ذلك أولا، أنتم لا تستطيعون أن تتطاولوا علينا بشأن العملية التي أطلقناها في سوريا بهدف مكافحة الإرهاب والحفاظ على وحدة الأراضي السورية، وليس لكم أن تتكلموا”.

وفيما يخص مصر، قال أردوغان: “أما رئيس النظام في مصر فلا تتكلم أبدا، فأنت قاتل الديمقراطية في بلدك، وأنت السبب في وفاة مرسي الذي انتخب بنسبة 52 بالمائة من أصوات المصريين، داخل قاعة المحكمة، وربما قمت بعملية لقتله، ولم تسمح لأسرته بحضور مراسم دفنه، أنت قاتل”.

وأضاف قائلا: “قيل إن السيسي اجتمع مع أحدهم وندد بعملية نبع السلام، إن ندّدت أو لم تندد فهذا لن يغير في الأمر شيئاً، فنحن لا نشك بوضوئنا كي نشك بصلاتنا، نحن بدأنا هذا الطريق بإيمان، فالشعب السوري وخاصة القاطنين قرب حدودنا، كانوا ينتظرون بفارغ الصبر قدومنا”.

وجاءت ردود الرئيس التركي بعد تصريحات لمصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية عبّر عن “إدانة المملكة للعملية التركية الذي يشنها الجيش التركي على مناطق شمال شرق سوريا”.

وأطلقت تركيا بالتعاون مع الجيش الوطني السوري، عملية “نبع السلام” في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي “بي كا كا/ ي ب ك” و”داعش”، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

وتسعى العملية العسكرية إلى القضاء على الممر الإرهابي الذي تُبذل جهود لإنشائه على الحدود الجنوبية لتركيا وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

.

المصدر/ وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.