تلفزيون تركيا يستذكر الهجوم الكبير على اليونان (شاهد)

نشرت قناة “تي آر تي” التركية الرسمية، الخميس، مقطع فيديو لما قالت إنها لقطات من  الهجوم الكبير\ الذي شنته قوات البلاد ضد القوات اليونانية الغازية، إبان حرب الاستقلال، عام 1922.

 

وكتب حساب القناة بنسختها العربية على “تويتر”، تعليقا على المقطع، جاء فيه: “لقطات تاريخية تعود لـ الهجوم الكبير الذي شنته القوات التركية عام 1922 ضد القوات اليونانية في أثناء حرب الاستقلال، وانتهى بهزيمة اليونان وطردها من الأراضي التركية”.

 

ويأتي ذلك وسط توتر شديد في المنطقة على خلفية خلافات على الحدود البحرية وحقوق التنقيب عن موارد الطاقة في البحر الأبيض المتوسط، وتبادل إجراء مناورات عسكرية يعدّها كل طرف “استفزازية”.

 

وصادق البرلمان اليوناني، الخميس، على اتفاقية “المنطقة الاقتصادية الخالصة” الموقعة مع مصر، في البحر الأبيض المتوسط، في 6 آب/ أغسطس الجاري، ردا على خطوة مماثلة بين تركيا وليبيا، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2019.

 

إقرأ إيضا : قانون البحار والصراع شرق البحر المتوسط بين تركيا واليونان

مستويات تاريخية ثلاث

ولتسليط الضوء على الاحتقان التاريخي و”حتمية الصدام” بين تركيا واليونان، وقال الباحث في جامعة “باموق قلعة” التركية، محمد عثمانلي، الذي أشار إلى ثلاثة مستويات تاريخية تحضر بقوة في ذهنية شعبي البلدين.

وقال عثمانلي: “إن أول ما يخطر في ذهن اليوناني والتركي، كخلفية تاريخية، ثلاثة مشاهد واضحة، الأول من التاريخ الوسيط

المتمثل بذلك الحصار الهائل لمدينة القسطنطينية الذي انتصر فيه المسلمون الأتراك على عاصمة المسيحية الشرقية ذات

الثقافة اليونانية”.

 

إقرأ إيضا : هكذا تنتهك اليونان حقوق الأقلية التركية 

وأضاف: “المشهد الثاني هو من التاريخ الحديث، أي العلاقات العثمانية اليونانية المضطربة منذ استقلال اليونان عن البلاد العثمانية

في العقد الثالث من القرن التاسع عشر، وذلك الاضراب كان ظاهرا في البلقان وجزيرتي قبرص وكريت في ذلك القرن”.

وتابع بأن المشهد الثالث هو من التاريخ المعاصر للحظة الهجوم الكبير ، “والمرتبط بدرجة أساسية بحروب الاستقلال التركية التي قادها مؤسس

الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك”.

عقدة ضعف وحاجة لـ”أسطورة”

وبشأن حضور بعد “الكراهية” لدى الجانب اليوناني إزاء تواجد المسلمين والأتراك على ضفاف بحري إيجة، والذي تحدث عنه

أردوغان مؤخرا، أوضح “عثمانلي” أن ذلك “قد يكون نابعا عن عقدة الضعف والمشاكل الاقتصادية التي تعانيها أثينا، والشعور

بغياب العدالة من أشقائها الأوروبيين”، في إشارة إلى الأزمة المالية التي عصفت بالبلاد خلال السنوات الماضية، وأدت إلى تنامي

القومية.

وأضاف الباحث التركي أن قطاعا واسعا من اليونانيين باتوا “بحاجة إلى أسطرة بعض الأزمات لتبرير واقعهم”.

ويبدو ذلك جليا في قبرص، بحسب “عثمانلي”، الذي أوضح أن سياسيين يروجون لنظرية أنها “يونان صغيرة قد تؤكل من قبل الأتراك”،

بعد أن فشلوا في انتزاعها إثر تدخل أنقرة عام 1974.

لكنه استدرك بالقول: “على مستوى الذهنية الشعبية لا يوجد شيء حتمي بدون إجراء دراسات مسحية إحصائية، أما السياسيون

فهم بحاجة لأدلجة التاريخ ولأساطير لها صدى في الواقع السياسي” سواء لمواراة الفشل أو لتبرير الخطوات الصدامية.

 

إقرأ إيضا : كيف يمكن أن تفوز اليونان وتحقق مصالحها في شرق البحر المتوسط

 

مفارقة تركية بين “صفر مشاكل” والجذر القومي

وعلى الجانب السياسي التركي، لفت “عثمانلي” إلى مفارقة “غريبة”، حيث ورثت أنقرة من أتاتورك مساران مختلفان لدى كل منهما

سرديته التاريخية الخاصة.

وأوضح أن المسار الأول يتمثل بمقولة أتاتورك الشهيرة: “سلام في الوطن سلام في الخارج”، والتي أحياها حزب العدالة والتنمية

في بدايات حكمه عبر استراتيجية “صفر مشاكل”، لافتا إلى أنها تبرز في زمن النشاط الدبلوماسي والرخاء.

وتابع: “أما في زمن الشدة، فلا بد من ظهور الجذر القومي للدولة، والذي أسس أتاتورك له أيضا”.

وختم بالقول إن “اليونان بحاجة كما سبقت الإشارة لأيديولوجيا سياسية تنفس احتقانها الداخلي، كذا ومسألة تجديد الصراع

الذي تحتاج تركيا من حين لآخر إليه، وتضاف عوامل ذات خلفيات تاريخية مثل هيئة الزعيم السياسي والكاريزما الشعبية لكل

من صورة اليوناني لدى التركي والعكس”، التي يتم أيضا إحياؤها وتوظيفها سياسيا، ما يرجح أن يكون الصراع “معادلة سياسية”

داخلية وإقليمية ودولية أكثر من كونه “حتمية تاريخية”.

.

المصدر/ وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.