حراك داخلي بتركيا.. وأردوغان يسعى لاستقطاب حزب جديد إلى حلفه

تسود البيئة السياسية الداخلية مع الشهر الأول للعام الجديد، حراكا متزايدا تخلله توترات وانشقاقات داخل أحزاب تحالف المعارضة، إلى جانب تطورات من التحالف الذي يقوده الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وزعيم الحركة القومية دولت بهتشلي لضم أحزاب جديدة إلى صفهما.

 

انتخابات مبكرة وانشقاقات بالمعارضة

ومع افتتاحية العام الحالي، تصاعدت الأصوات المنادية لإجراء انتخابات مبكرة من جديد، لدى المعارضة. وسط تلميحات من زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو والذي يعصف حزبه المزيد من الانشقاقات. إمكانية ترشحه لسباق الرئاسة في الانتخابات المقبلة.

ويعصف داخل “تحالف الأمة” المعارض، العديد من الأزمات والإشكاليات التي تهدد تماسكه. ففي الشهر الأخير من العام الماضي، أعلن القيادي المنشق من “الشعب الجمهوري” مصطفى ساريغول، تشكيل حزب جديد “حركة التغيير”.

 

فيما تسود التوقعات بإعلان المرشح الرئاسي السابق محرم إنجه الإعلان عن حزبه “وطن” في آذار/ مارس المقبل. وسط توقعات بانضمام نواب من حزب الجيد الذي تقوده ميرال أكشنار إليه.

ولم يكن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي ببعيد عن المشهد السياسي الداخلي. وسط اتهامات له بدعم منظمة العمال الكردستاني والتي تصنفها أنقرة بـ”كيان إرهابي”. وحراك من زعيم الحركة القومية دولت بهتشلي لحظر الحزب الكردي.

وقام الرئيس أردوغان، بزيارة رئيس المجلس الاستشاري الأعلى لحزب السعادة أوغوزخان أصل تورك. في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، لتتسارع التوقعات بأن الزيارة تهدف لاستمالة حزب السعادة إلى تحالف الجمهور.

وعلى الرغم من انضمام حزب السعادة إلى “تحالف الأمة” المعارض، لكنه لا يقف على خلاف كبير مع حزب العدالة والتنمية الحاكم. فهو حزب إسلامي محافظ، ولا تتعارض مواقفه مع السياسة الخارجية التي يتبناها أردوغان.

 

نظام رئاسي أم برلماني معدل؟

من جهتها قالت الكاتبة هاندا فرات في مقال على صحيفة “حرييت”، إن بعض أحزاب المعارضة تجادل بأن “النظام الرئاسي غير جيد. ويجب التوجه لنظام برلماني معزز ومحسّن”. فيما يؤكد “تحالف الجمهور”، بأنه “لا تراجع عن النظام الرئاسي، ولا عودة إلى الوراء”.

ولفتت إلى أن المعارضة تستعد لعرض مقترح للنظام البرلماني المعدل على الرأي العام، كبديل للنظام الرساسي الحالي. مشيرة إلى أن المناقشة بشأن النظام هذا العام سيستمر لبعض الوقت.

وأشارت إلى أنه أمام هذه المناقشات، قام الرئيس أردوغان بزيارة دولت بهتشلي في منزله، تلاها أخرى لأوغوزخان أصل تورك.

انزعاج داخل حزب السعادة

ونقلت الكاتبة عن مصادر في “العدالة والتنمية”، بأن الحزب يسعى لتوسيع “تحالف الجمهور”. لافتة إلى أن هناك انزعاج كبير من قواعد حزب السعادة، بالتواجد على نفس الجانب مع حزب الشعب الجمهوري، والشعوب الديمقراطي الكردي.

وأوضحت أن هناك وجهة نظر داخل حزب السعادة ترى أنها الفرصة قد حانت للانضمام لتحالف الجمهور. للحفاظ على الحزب من جهة، وعدم الضياع بين أحزاب جديدة مثل “المستقبل” الذي يقوده أحمد داود أوغلو. و”الديمقراطية والتقدم” الذي يقوده علي باباجان، واللذان يتحدثان باللغة ذاتها.

وأكدت أنه إذا تمكن الجناح المعارض في حزب السعادة من التعامل مع القضية بموضوعية، فقد تظهر صورة أخرى على الساحة السياسية.

وتوقعت الكاتبة، بأن الرئيس أردوغان، قد يقوم بزيارة رجائي قوطان الرئيس السابق لحزب السعادة في الفترة المقبلة. مشددة على أن هناك الكثير من الأرضيات السياسية التي تمنح الاتفاق بين “السعادة” و”العدالة والتنمية”.

واستدركت أنه بالوقت ذاته، لدى حزب السعادة انتقادات وتوقعات، والسياسات التي سيتبعها أردوغان للشراكة المحتملة من الآن فصاعدا تثير الفضول.

وأكدت أن حزب السعادة بالأساس لا يعارض النظام الرئاسي، لكنه مع ذلك انتقد النموذج الذي تم تنفيذه في تركيا، لاسيما النموذج الرئاسي للحزب.

موقف حزب السعادة



وقال الكاتب عبد القادر سيلفي في مقال على صحيفة “حرييت”. إن زعيم حزب السعادة تمل كارامولا أوغلو، وجماعة من حوله يعارضون بقوة الانضمام إلى تحالف حزب العدالة والتنمية، ويسعون لمنع ذلك.

وقال أردوغان، بشأن زيارته للقيادي البارز في حزب السعادة: “عملنا مع أوغوزخان أصل خان في الماضي، وهو كبيرنا”. مشيرا على أن زيارته كانت في إطار المجاملة، وبحث مسألة التحالفات، مشددا على أنهم بحاجة للحصول على كل الدعم في محاربة الإرهاب.

وقال سيلفي، إن تصريحات أردوغان تعطي رسالتين، وهما: الأولى، التحالف مع حزب السعادة. والثانية، “هل سيقف حزب السعادة إلى جانب الحزب الحاكم “العدالة والتنمية” في محاربة الإرهاب، “أم أنه سيكون في صفوف أولئك الذين يعارضون مكافحتها؟”، وفق قوله.

ولفت إلكاتب إلى أن “هناك من يعتقد في حزب السعادة، بأن أردوغان يجبرهم على اتخاذ موقف”.

ونوّه سيلفي إلى لقاءات من أجل التحالف عقدت في السابق بين “العدالة والتنمية” و”السعادة” من أجل انتخابات 7 حزيران/ يونيو 2015. و24 حزيران/ يونيو 2018، لكنها باءت بالفشل.

وأضاف أن أوغوزخان أصل تورك يتمتع بثقل أكبر من منصبه رئيسا للمجلس الاستشاري الأعلى لحزب السعادة. فبعد وفاة أربكان تولى منصب “القائد الروحي” لـ”ميللي غوروش” أو “الرؤية الوطنية” وهي حركة سياسية دينية ومجموعة من الأحزاب الإسلامية التركية. ووُصفت بأنها أكبر منظمة إسلامية تعمل في الغرب في ذلك الوقت.

وأشار إلى أن” هناك خلافا بالرأي بين كارامولا أوغلو، وأصل تورك، بشأن الموقف تجاه حزب العدالة والتنمية”. مؤكدا أن “عملية التحالف بين السعادة والعدالة والتنمية ليست بسهلة”.

ضغط على كارامولا أوغلو

من جهتها، أشارت الكاتبة التركية ناغي خان ألتشي، في مقال على صحيفة “خبر ترك”، إلى لقاء مع كارامولا أوغلو السبت الماضي. وقالت إن الأخير “كان معروفا في لقاءات سابقة بأنه سياسي هادئ ومبتسم يتعامل مع كل الأسئلة بصبر وتسامح كبيرين. ولكن لم يكن كذلك في اللقاء السابق، فقد كان عصبيا للغاية، وبدا عليه الانفعال بالإجابة على بعض الأسئلة”.

وأشارت إلى أن كارامولا أوغلو بعد يوم من اللقاء الذي جمع بين أردوغان وأصل تورك، أبلغها بعلمه بالاجتماع. وأنه سعيد بذلك، كما أنه أعطى انطباعا إيجابيا.

وأبدى كارامولا أوغلو في لقائه على قناة “خبر ترك” بترحيبه باللقاءات التي أجراها أردوغان. لكنه أكد أن الوقت مازال مبكرا للحديث عن التحالفات بشأن الانتخابات المقبلة، معربا بالوقت ذاته عن اعتراضه للنظام الذي تدار به تركيا بالوقت الحالي.

وأكدت الكاتبة أن “هناك ضغطا كبيرا على كارامولا أوغلو من قادة حزب السعادة. الذين يشعرون بعدم الراحة بالوقوف إلى جانب حزب الشعب الجمهوري”.

ونوهت إلى أنه بالوقت الذي يريده فيه أردوغان مد يده لـ”السعادة”، فإن الحزب يبحث عن أرضية من أجل ذلك.

.

المصدر/ arabi21

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.