فوضى مطار كابل تمتد إلى البيت الأبيض وطالبان تطمئن العالم

بعد أقل من أربع وعشرين ساعة من سيطرة حركة طالبان على مقاليد أفغانستان، هرع مئات من الأفغان ممن خافوا على أنفسهم من الحكّام الجدد إلى مطار كابل الدولي لمغادرة البلاد، غير أن هناك فوضى عارمة اندلعت في المكان عقب إطلاق جنود أمريكيين عشوائيًا على المتجمعين في المطار، هذه الفوضى انعكست تماما هناك في البيت الأبيض بعد طالب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب خليفته جو بايدن بالاستقالة، غير أن حركة طالبان أطلقت تصريحات مطمئنة للعالم الخارجي بأنها ستوفر الأمان للمواطنين والبعثات الدبلوماسية.

فقد ذكرت المصادر الإعلامية أن مئات الأفغان قد تكدسوا في المطار في مسعى للخروج من البلاد بعد دخول مسلحي حركة طالبان العاصمة كابول أمس الأحد، في الوقت الذي يتولى فيه جنود أمريكيون مسؤولية المطار للمساعدة في إجلاء موظفي السفارة الأمريكية ومدنيين آخرين.

وقالت المصادر: إن الجنود المتواجدين في المطار أطلقوا النار في الهواء داخل مطار حامد كرزاي الدولي في العاصمة الأفغانية كابول، فجر الاثنين، وسط فوضى عارمة، قبل أن تفيد أنباء بأن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا هناك.

بعد سيطرة طالبان.. أمريكا تحاول ابتزاز تركيا حول أفغانستان

وأشارت إلى ان السبب في إطلاق الجنود النار هو محاولتهم منع تدفق الآلاف نحو مدرج الطائرات، رغبة في مغادرة البلاد بعد سيطرة طالبان، في حين نقلت وكالة “رويترز” عن مسؤول أمريكي، قوله: “كان من الصعب التحكم في الحشد.. إطلاق النار (في الهواء) كان فقط لمنع حدوث فوضى”.

وفي وقت لاحق، أكدت المصادر نقلًا عن ثلاثة شهود عيان قولهم إن خمسة أشخاص على الأقل قتلوا في المطار أثناء الفوضى.

من جانبها قالت وزارة الخارجية الأمريكية: إن أكثر من 60 دولة أصدرت بيانا مشتركا منها أستراليا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان وجمهورية كوريا وقطر والمملكة المتحدة، يشدد على ضرورة فتح المجال أمام الأفغان والأجانب الراغبين في الخروج من أفغانستان، وإبقاء المطارات والمعابر الحدودية مفتوحة.

وأشار البيان إلى أن من “يتولون مواقع السلطة في أنحاء أفغانستان يتحملون المسؤولية والمساءلة، في ما يخص حماية الأرواح والممتلكات واستعادة الأمن والنظام على الفور”.

طالبان تطمئن العالم

في سياق متصل، أطلقت حركة طالبان تصريحات مطمئنة للعالم بشأن البعثات الدبلوماسية، مؤكدة أنها لن تتعرض للدبلوماسيين، وأنها ستكفل لهم الحماية الضرورية.

وقال المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة طالبان: إن الحرب انتهت في أفغانستان، وإن نوع الحكم وشكل النظام في أفغانستان سيتضح قريبًا.

وأضاف المتحدث محمد نعيم لقناة الجزيرة: “نطمئن الجميع أننا سنوفر الأمان للمواطنين والبعثات الدبلوماسية. نحن مستعدون للحوار مع جميع الشخصيات الأفغانية، وسنكفل لهم الحماية الضرورية”.

وتابع: “لن نسمح لأحد باستخدام أراضينا لاستهداف أي جهة، ولا نرغب في الإضرار بالآخرين. لا نرغب في التدخل في شؤون الآخرين، ولن نسمح بالتدخل في شؤوننا”.

وأكد أن حركته لا تريد أن تعيش في عزلة، وترغب في بناء علاقات مع المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن طالبان لديها قنوات اتصال مع دول أجنبية، وترغب في تنمية هذه القنوات.

ودعا نعيم كل الدول والكيانات إلى الجلوس معنا لتسوية أي مشكلات، مشددا على أن الحركة تحترم حقوق المرأة والأقليات وحرية التعبير في ضوء الشريعة الإسلامية.

الفوضى انتقلت إلى البيت الأبيض

ولم تغب الإثارة عن البيت الأبيض، فقد طالب الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، خليفته جو بايدن بالاستقالة، بعد سقوط العاصمة الأفغانية كابل في قبضة حركة طالبان، وهروب الرئيس الأفغاني أشرف غني.

فوضى مطار كابل تمتد إلى البيت الأبيض وطالبان تطمئن العالم

وحمّل ترمب بايدن المسؤولية الكاملة عما حدث في أفغانستان واصفًا ما حدث بالعار.

ووصف ترامب ما حدث في أفغانستان بـ”العار”، محملا المسؤولية لبايدن.

وذكرت بعض المصادر أن المئات من موظفي السفارة الأمريكية في كابول غادروا أفغانستان، وتم إنزال العَلَم عن مبنى سفارة الولايات المتحدة في كابول.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.