هل شارك الجيش التركي في القتال بأفغانستان.. وما علاقة صفقة اس 400؟

منذ بدء الغزو الأمريكي لأفغانستان، شاركت تركيا ضمن قوات الحلف شمال الأطلسي وفقا للمادة الخامسة المتعلقة بالدفاع المشترك، إلا أن دورها لم يكن المشاركة في القتال، غير أنه من المحتمل أن تضرر العلاقة مجددا بينها وبين أمريكا بعدما كشف عن صفقة محتملة اس 400 بين تركيا وروسيا.

واقتصر دور القوات التركية في أفغانستان على أعمال التنسيق والتدريب وما إلى ذلك، فضلاً عن إدارة وحماية مطار حامد كرزاي الدولي في كابول في السنوات القليلة الأخيرة.

وعقب الإعلان الأمريكي عن الانسحاب وبدء المفاوضات مع حركة طالبان عرضت على أنقرة استمرارها في إدارة المطار وتأمينه، فأبدت الأخيرة موافقة مبدئية مشروطة ببعض الضمانات والمتطلبات من واشنطن.

وليس غريبًا على تركيا عزمها على إدامة دورها وعملها في البلد الآسيوي الجبلي، فإنه يحقق لها ذلك عدة مصالح ومكاسب ترتبط بالديناميات الأفغانية الداخلية، والشرائح التركية (الطاجيك والتركمان والأوزبك) من الشعب، والعلاقات التجارية والاقتصادية وعمل الشركات التركية، وحالة التنافس بين القوى الإقليمية والعالمية فيها وعليها، وارتباطها الجغرافي والجيوبوليتيكي بالجمهوريات التركية في آسيا الوسطى.

صفقة اس 400

وفي سياق آخر، فقد نشرت وكالة “إنترفاكس” الروسية تصريحات مفادها وجود صفقة جديدة لمنظومة “أس400” بين أنقرة وموسكو، الأمر الذي أثار جدلا واسعا، خاصة بعدما تضررت العلاقة نوعا ما بين أمريكا وتركيا على خلفية الاتفاق السابق.

ونقلت الوكالة الروسية عن رئيس شركة روسوبورون إكسبورت الروسية لتصدير الأسلحة، الاثنين، أن روسيا وتركيا تقتربان من توقيع عقد جديد لتزويد أنقرة بمنظومة دفاع جوي إضافية من طراز “أس400” في المستقبل القريب.

أما صحيفة “حرييت” التركية فقد نقلت عن مصدر تركي قوله أنه لا جديد بشأن مفاوضات مع روسيا حول “أس400”.

وأضاف المسؤول أن المنظومة الروسية التي اشترتها تركيا سابقا، كانت أحد العناوين الإشكالية للعلاقات الأمريكية التركية، والتي بموجبها تم فرض عقوبات أمريكية “خفيفة” على تركيا.

وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي لم يتم فيه حل معضلة “أس400” بين تركيا والولايات المتحدة، فقد جاءت تصريحات رئيس الشركة الروسية لتثير جدلا.

وأكد المسؤول أنه لا يوجد أي جديد بشأن المباحثات التركية الروسية، معربًا عن دهشته من التصريح الروسي بهذا التوقيت.

مصير العلاقة بين تركيا والولايات المتحدة

أما صحيفة “أكشام”، فتساءلت، عن أنه بينما تحاول تركيا القيام بدور جديد في أفغانستان مع الانسحاب الأمريكي، وتجري حركة دبلوماسية لاتخاذ التدابير مع الغرب في مواجهة الهجرة المحتملة، فهل تقوم بإحياء قضية سقطت من الأجندة واتخاذ خطوة “عناد” مع الولايات المتحدة؟

ونقلت الصحيفة عن مصدر تركي، أنه في العقد المبرم مع روسيا، فإن مسألة اللجوء إلى دفعة ثانية من المنظومة الروسية “أمر اختياري”، ويعود القرار بشأنه لتركيا فقط.

ولفت إلى أنه لا يوجد أي قرارات جديدة بهذا الاتجاه أو حتى مفاوضات مع الجانب الروسي.

وأشار إلى أن تركيا اشترت أربع بطاريات “أس400” من روسيا، وتم استلام كافة أجزاء المنظومة بما في ذلك الصواريخ، وجرى اختبارها العام الماضي في البحر الأسود قبالة ولاية سينوب شمال البلاد، وفي العقد مكتوب، أن لدى تركيا “حق الأولوية” بالحصول على دفعة ثانية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.