في ظل الاضطراب العالمي.. تركيا تقتنص مراكز سلاسل التوريد من دول العالم

يبدو أن تركيا باتت في مراكز متقدمة في مراكز سلاسل التوريد وامدادات السلع حول العالم، مقارنة بمركزها ما قبل جائحة كورونا، وفي ظل أزمة التوريد التي تضرب دول العالم.

وخلال الشهور الماضية سحبت تركيا البساط من عمالقة الاقتصاد العالمي فيما يتعلق بمراكز سلاسل التوريد.

ولعل توفر عوامل في تركيا مثل الموقع الاستراتيجي والبيئة الاستثمارية والبنية التحتية والقوى العاملة أرضية ملائمة لجذب الشركات متعددة الجنسيات.

سلاسل التوريد

ووفق مطلعون حكوميون أتراك، فإن انقطاعات سلاسل التوريد -التي تسببت في ارتفاع نسبة التضخم بأوروبا إلى أعلى مستوى

لها خلال آخر 13عاما- أدت إلى اضطرابات إنتاجية في كل من الولايات المتحدة والصين، وجعلت أنظار العالم تتجه نحو

تركيا.

في حين، تتميز تركيا بموقعها الجغرافي الاستراتيجي وشبكة نقل متطورة وتركيبة ديمغرافية، والعديد من عوامل الراحة التي

تقدمها للمستثمرين.

كما وتحولت تركيا لمركز جذب استثماري في ظل الزيادة الهائلة بتكاليف النقل، وانتشار فيروس كورونا، من خلال ما توفره

من مزايا الموقع والتكلفة للعديد من الشركات العالمية.

وخلال الشهور الأخيرة، اتخذت العديد من الشركات الأوروبية حول العالم، مثل شركات الأثاث والأدوية والمنسوجات والتعبئة

والتغليف، من تركيا مقرا رئيسا لها التي تتمتع ببنية تحتية متطورة وإمكانات لوجستية هائلة.

ويؤشر انتقال سلاسل التوريد العالمية من الاعتماد على آسيا، وخاصة الصين، إلى التركيز على تركيا التي تتمتع بجودة الإنتاج

والفرص اللوجستية الهائلة، إلى توسّع حجم الاستثمارات بهذا البلد في هذا المجال.

كما وأكدت وكالة “فيتش” الدولية للتصنيف الائتماني، في آخر تحليل لها، أن تركيا هي الدولة التي ستستفيد أكثر من غيرها من

تحوّلات سلاسل التوريد بأوروبا.

بيئة ملائمة

كما وتوفر تركيا للشركات العالمية بيئة ملائمة للوصول إلى

سلسلة القيمة العالمية من خلال موقعها الاستراتيجي، وشبكة

التجارة الحرة، والبنية التحتية اللوجستية المتطورة، وتنوع

مصادر الإنتاج والحوافز الضريبية والقوى العاملة الماهرة.

وأصبح موقعها الاستراتيجي نقطة جذب للعديد من الشركات

متعددة الجنسيات كمركز للإنتاج والتصدير والإدارة، مما يمكنها

من المشاركة بشكل أكثر تأثيرا في سلسلة القيمة العالمية.

بدورها، تقول مارغريت كيد، المحاضرة بقسم سلاسل التوريد واللوجستيات بجامعة هيوستن، إن الإنتاج في تركيا قد يكون أكثر فائدة للدول الأوروبية، وذلك بسبب انقطاع التيار الكهربائي المستمر في المصانع الصينية، فضلاً عن أسعار الشحن المرتفعة، وخاصة بالنسبة لصناعات الملابس والأثاث والسيارات.

ويمكن للشركات المحلية والعالمية، التي تجري أنشطة البحث والتطوير في تركيا، الاستفادة من حوافز البحث والتطوير المتعددة.

وافتتحت العديد من الشركات العالمية مراكز للبحث والتطوير في هذا البلد للاستفادة من هذه الحوافز.

ويوجد في تركيا 1255 مركزا للبحث والتطوير، منها 204 مملوكة لشركات أجنبية أو شركات يساهم في إدارتها شركاء أجانب، كما يوجد هناك أكثر من 350 منطقة صناعية منظمة.

في حين، تمهد اتفاقيات التجارة الحرة مع 22 دولة الطريق للوصول المباشر إلى الأسواق المختلفة.

وفي سياق متصل، يؤكد البروفيسور إركوت أكارتال الأستاذ بجامعة “يدي تبه” أن تزايد أهمية النقل وشركات توصيل الطلبات، في ظل انتشار الوباء، يوفر ميزة كبيرة لتركيا.

كما ويعتقد أكارتال أن تركيا توشك أن تصبح المركز الأهم بسلسلة التوريد العالمية، قائلا إن هناك احتمالا قويا لحدوث انتعاش على شكل (V) في سلاسل التوريد الفترة القادمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.