تركيا في طريقها للاكتفاء الذاتي في الصناعات الدفاعية

لا تزال تركيا تشق طريقها نحو هدفها المنشود وهو الاكتفاء الذاتي في مجال الصناعات الدفاعية، في الوقت الذي أكدت فيه أنها تسير في خطى ثابتو نحو الاستقلال الكامل.

وفي هذا السياق يقول إسماعيل دمير، رئيس هيئة الصناعات الدفاعية التركية التابعة لرئاسة الجمهورية إن هذا المجال الحيوي تمكن في السنوات الأخيرة من تحقيق تطورات مهمة في مجال الاعتماد على الذات في الصناعات الدفاعية.

جاءت تصريحات دمير بمناسبة حلول الذكرى السنوية السادسة والثلاثين لتأسيس الهيئة، مشيرا إلى أن رئاسة الهيئة جاءت لتجسد عراقة الصناعات العسكرية التركية، التي تعود جذورها إلى مئات السنين من تاريخ الدولة.

اقرأ أيضا/ بعد النجاحات الكبيرة.. المسيرات التركية تفرض نفسها على الأسواق العالمية

وشدد على أن الصناعات الدفاعية اكتسبت زخما قويا بعد إجراءات الحظر التي فرضت على أنقرة، في أعقاب عملية السلام العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة التركية في قبرص عام 1974.

وأكد دمير أن بلاده منذ ذلك التاريخ  بدأت الخطوات الأولى في طريق الاكتفاء الذاتي، مشيرا إلى أن تأسيس الهيئة كان في عهد رئيس الوزراء الراحل تورغوت أوزال، عام 1985.

وأوضح أن الهدف الأساسي من تأسيسها هو إنشاء مؤسسة دعم وتطوير الصناعات الدفاعية، من أجل تحديث وتطوير القوات المسلحة التركية.

ولفت إلى أن هذه المؤسسة التي تطورت فيما بعد إلى رئاسة هيئة الصناعات الدفاعية، ركزت على برامج الإنتاج المحلي.

وفي مايو (أيار) 2004، عندما كان الرئيس رجب طيب أردوغان رئيسًا للوزراء، تمكنت المؤسسة من الاضطلاع بمشاريع مهمة شكلت نقطة تحول في تاريخها”.

وفيما يخص المشاريع التي نفذتها هيئة الصناعات الدفاعية أكد أن عددها وصل إلى 62 مشروعًا دفاعيًا في 2002، وأنها تعمل منذ خمس سنوات على تطوير نحو 750 مشروعًا.

وبيّن أن قيمة المشاريع التي تعمل عليها رئاسة هيئة الصناعات الدفاعية ارتفعت خلال السنوات الأخيرة الماضية من 5.5 مليارات دولار إلى أكثر من 60 مليارا.

وأشار إلى أن كل هذه النجاحات التي تحققت في وقت قصير، جاءت بفضل القيادة القوية للرئيس أردوغان، ودعمه لمشاريع الصناعات الدفاعية.

اقرأ أيضا/ أكار: نعزز قدراتنا الدفاعية بالشراكة بين القطاعين العام والخاص

وأكبر مثال على الصناعات الدفاعية في تركيا كانت المسيّرات، فقد أضحت رقما صعبا في الأسواق العالمية بهذا المجال بعد أن أثبتت قدرتها العالية في تنفيذ مهامها بنجاح كبير.

وقال سلجوق بيرقدار، المدير الفني لشركة “بايكار” التركية، أن الطائرة المسيرة المسلحة بيرقدار- تي بي 2 باتت تلقى إقبالاً واهتماماً كبيراً.

وأعرب بيرقدار خلال مشاركته في مسابقة الصواريخ بمهرجان “تكنوفيست” لتكنولوجيا الطيران والفضاء، عن سعادته لمساهمتهم في تشجيع الشباب على الاهتمام بالعلم والتكنولوجيا.

وأوضح أن مثل هذه المسابقات تؤدي إلى اكتشاف مخترعين جدد في مجالات عدة، مشيرا الى انه “كان هدفنا من خلال هذه الحملات التكنولوجية تغيير النموذج الفكري الذي كان سائداً منذ 20 عاماً عندما حاولنا تصنيع الطائرات المسيرة”

وأضاف بيرقدار أنهم استطاعوا تتغير تلك النظرة، موضحا “طالما  تمكنا من صنع طائرة مسيرة فنحن قادرون على تطويرها وتصنيع أفضل طائرة مسيرة في العالم. كما نهدف إلى تعميم هذا الفكر في كافة المجالات المدنية الأخرى.”

وبيّن أن أكثر من 70 في المئة من أرباح شركة بايكار تأتي من الصادرات للخارج وأن الشركة وقعت حتى الآن 10 اتفاقيات تصدير أتمت بعضاً منها.

ولفت إلى ان النجاحات التي حققتها في عمليات غصن الزيتون ودرع الفرات وفي إقليم قره باغ حعلتها تجذب اهتماما عالميا كبيرا “لدرجة أنهم أصبحوا يواجهون صعوبة في تلبية الطلبات المتزايدة على المسيرة بيرقدار- تي بي 2”.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.