مؤامرة عمرها 52 عاماً.. هل حقاً هبط الأمريكيون على القـمر؟

على الرغم من مرور أكثر من نصف قرن على محاولة الهبوط الأول للأمريكيين على سطح القـمر، إلا أن أعداد متبنين نظرية المؤامرة

أخذة بالأزدياد يوماً بعد يوم.

بالتوافق مع الأخبار التي تداولت منذ أيام والتي أفادت بأن المركبة الجوالة الصينية (Yutu 2) رصدت “منزلاً غامضاً” والتي تعد من ضمن

مهامها في استكشاف الجانب المظلم من القـمر، ليعود الكثيرون لفتح باب التساؤلات مجدداً عن رحلة “أبولو 11” الأمريكية مجددين

إيمانهم بنظرية المؤامرة التي تنفي هبوط الأمريكيين على القمر عام 1969.

ومنذ هبوط رحلة وكالة الفضاء والطيران الأمريكية “ناسا” على سطح القـمر منتصف عام 1969، والنقاشات حول نظرية المؤامرة مشتعلة

وآخذة في الانتشار، ولعلّ من أبرز الأدلة التي يستشهد بها المُشكّكون بعملية الهبوط هي الصور والفيديوهات التي تظهر رفرفة العلم الأمريكي

على سطح القـمر الذي لا يمتلك غلافاً جوياً ولا هواءً لتحريك العلم.

ومما لا شك فيه أنّ العلم ورفرفته دفعت كثيراً من الناس إلى تصديق نظرية المؤامرة التي تزعم أن الأميركيين لم يهبطوا على القمر ولم يزرعوا

علمهم على سطحه، وأن الصور والفيديوهات التي نشروها لرحلة “أبولو 11” ما هي إلا لقطات صُوّرت في أحد استوديوهات هوليوود أو ربما في

مكان مجهول في إحدى صحاري ولاية نيفادا الأمريكية.

نظريات المؤامرة

هناك العديد من نظريات المؤامرة التي تشكك في بعض أو كل عمليات هبوط أبولو ال6 التابعة لوكالة ناسا بين عامي 1969 و 1972.

تدعي نظرية المؤامرة أن جميع الصور ومقاطع الفيديو المنشورة بعد عمليات الإنزال الستة هي خدع منظمة بمساعدة وكالة ناسا.

أراد المصورون والمخرجون الأمريكيون السريون الفوز في سباق الفضاء مع الاتحاد السوفيتي.

منذ منتصف السبعينيات ، نُسب الانتشار الواسع لهذه النظريات إلى بيل كيسينج ، وهو ضابط بحري سابق وحالي.

حصل على درجة البكالوريوس في الأدب الإنجليزي ونشر كتابًا في عام 1974: “لم نذهب أبدًا إلى القمر: خدعةخدعة الثلاثين مليار دولار الأمريكية”،

لذلك فإن فتيل هذه المؤامرات هم من يتبعه وينضم إليهم.

وعلى الرغم من تكذيب نظريات المؤامرة والأدلة التي قدّمتها أطراف ثالثة والتي تُثبت صحّة الهبوط، إلا أنّ مروّجي نظريات المؤامرة نجحوا في

الحفاظ على اهتمام العامة لأكثر من نصف قرن، حيث أظهرت استطلاعات الرأي التي أُجريت في أماكن مختلفة أن ما بين 6-20% من

الأمريكيين، و25% من البريطانيين، و28% من الروس يعتقدون أن عمليات الهبوط لأفراد طاقم “أبولو” كانت مزيفة. حتى في عام 2001، ادعى

برنامج وثائقي أنتجته شبكة فوكس التلفزيونية وعنوانه “نظرية المؤامرة: هل هبطنا على سطح القمر؟” أن “ناسا” قد زيّفت أول هبوط في

عام 1969 للفوز بسباق الفضاء.

تركيا تقدم نصائح ذهبية لمحاربة القرصنة في العالم

دحض نظريات المؤامرة

القمـر

إلى جانب ردود وكالة “ناسا” التي تدحض معظم ادعاءات نظريات المؤامرة، هناك أيضاً الكثير من الأدلة من أطراف ثالثة على عمليات

الهبوط. فمنذ أواخر عام 2000، تمكّنت الصور عالية الدقة التي التقطها مستكشف القمر المداري لمواقع هبوط “أبولو” من العثور على

المسارات والآثار التي تركها رواد الفضاء.

وفي عام 2012، صدرت صورٌ توضح أنّ 5 من أعلام بعثات “أبولو” الـ6 المغروسة على سطح القمر ما تزال قائمة، الاستثناء الوحيد هو

علم “أبولو 11″، الذي لم يعد قائماً ووقع على أرض القمر بعد أن اصطدم عن طريق الخطأ بعادم صاروخ الإقلاع.

أما فيما يتعلّق بمسألة رفرفة العلم الأمريكي في صور رحلة “أبولو 11″، أشار مركز الفضاء الوطني البريطاني في ليستر، إلى أن حركات

العلم كانت بسبب رواد الفضاء أنفسهم وليس بسبب الرياح غير الموجود أصلاً على سطح القمر. ولفت إلى أن سبب تموج العلم يرجع إلى

أن رواد الفضاء قاموا بتدويره ذهاباً وإياباً من أجل غرزه في تربة القمر، الأمر الذي جعل العلم يتموج مثل “البندول”.

برنامج “أبولو”

 

خلال الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي ، في سياق حرب استكشاف الفضاء ، كانت الولايات المتحدة قادرة على حلها

بعد أن هبط نيل أرمسترونج وإدوين ألدرين ، رواد مهمة “أبولو 11” ، بنجاح على سطح القمر وزرعوا العلم الأمريكي على القمر ، كان الصراع في الفضاء لصالحها.

في 20 يوليو 1969 ، بأمر من الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون.

من أجل تحقيق التفوق الفضائي ، بتكلفة إجمالية تزيد عن 25 مليار دولار أمريكي ، تمكنت ناسا من تمرير برنامجها الفضائي الذي تسميه

يأتي اسم “أبولو” من 11 رحلة فضائية ، هبط معظمها على سطح القمر. في الرحلات الأربع الأولى ، اختبرت الأنظمة والمعدات التي تستخدمها

الطائرة

خطة “أبولو” ، وهبطت 6 رحلات من أصل 7 على سطح القمر.

يُذكر أن أول رحلةٍ فضائية لبرنامج “أبولو” أُجريت في عام 1968، وكان أول هبوطٍ بشري على سطح القمر في عام 1969، أما

آخر هبوط في عام 1972. بالمجمل، مشى ما مجموعه 12 رائد فضاء على سطح القمر وأجروا أبحاثاً علميةً هناك، كما درسوا

سطح القمر وجمعوا صخوراً منه لإعادتها إلى الأرض، لعلّ أشهرهم رائد الفضاء نيل أرمسترونج، أول شخص يمشي على

سطح القمر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.