تركيا واليونان.. من خلافات كبيرة إلى تبادل تجاري بمليارات الدولارت

نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية برزت تركيا لاعبا عالميا، يقبلها الجميع ويقبل الدور الذي تلعبه على الساحة الدولية، ومواقفها المبدئية والعادلة باتت موضع تقدير الجميع.

وقبل ذلك سعت تركيا ضمن سياسة تصفير المشاكل إلى تحسين العلاقات مع الدول التي بينهما خلافات وعلى رأسها كانت اليونان والإمارات وإسرائيل.

وفي هذا السياق يقول وزير الخارجية التركي: إن قنوات الحوار مع اليونان أصبحت أكثر انفتاحًا من ذي قبل.

وأعرب تشاووش أوغلو في تصريحات له عن أمله أن تخلق هذه الأجندة الإيجابية بيئة يمكننا فيها مناقشة قضايانا الثنائية بصدق مع اليونان.

وأكد الوزير التركي أن بلاده تنتظر  من أثينا التعامل بمصداقية معنا، موضحا أن تركيا تسعى لتعزيز علاقاتها التجارية والاقتصادية مع اليونان.

وبين  أن حجم التبادل التجاري بين البلدين خلال عام 2021 وصل إلى 5.2 مليارات دولار.

وفي سياق آخر لفت تشاووش أوغلو أن مفاوضات إحلال الفيدرالية في قبرص انهارت، وأن الحل الوحيد الممكن حاليا هو إقامة دولتين مستقلتين.

وأكد تشاووش أوغلو أن تركيا تبذل قصارى جهدها لتأكيد المساواة في السيادة والوضع الدولي المتساوي للجانب القبرصي التركي في الجزيرة.

وأضاف أن تركيا بعثت برسائل إلى جميع القوى الفاعلة المعنية بالأزمة القبرصية، مفادها أنه ينبغي عليهم التركيز على الحقائق في الجزيرة، وأنه ينبغي عليهم التخلي عن المعايير المزدوجة المفروضة على القبارصة الأتراك.

ودعا تشاووش أوغلو إلى وجوب تحقيق تعاون شامل في شرق المتوسط، مبينا أن أي مشروع في هذا المنطقة بمعزل عن تركيا وجمهورية شمال قبرص التركية محكوم عليه بالفشل.

وفي وقت سابق أكد رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس أن “المشاكل الكبرى مع تركيا بدأنا بحلها، وأرسينا الأسس لتحسين العلاقات الثنائية، خلال اللقاء الذي جمعه بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول.

وقال ميتسوتاكيس في تصريحات له: “اتفقنا على التركيز على القضايا التي توحدهما عوضا عن تلك التي تفرقنا”، مشيرا إلى أنه تم التأكيد على إنشاء أجندة إيجابية في العديد من القضايا، لاسيما الاقتصاد.

وتوقع أن يحرز الطرفان تقدمًا كبيرًا في الأشهر المقبلة، موضحا أنه إذا سارت الأمور على ما يرام، “يمكننا في الخريف عقد مجلس التعاون رفيع المستوى في اليونان”.

وأشار ميتسوتاكيس إلى وجود بعض الخلافات في وجهات النظر بين تركيا واليونان لا يمكن التوافق عليها خلال وقت قصير.

ووفق مراقبين وخبراء فإن هذه الزيارة تكتسب أهمية خاصة في هذه الفترة الحساسة، في ظل معاناة الاقتصاد التركي والحرب الدائرة في المنطقة.

وفي هذا السياق اعرب الخبير الاقتصادي لفتت صادق أحمد عن ترحيب عالم الأعمال التركي بالزيارة، مشيرا  إلى أن تقوية العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ستزيد من شجاعة عالم الأعمال، وستكون عامل تحفيز مهم لرجال الأعمال من البلدين.

وأوضح أن عالم الأعمال يرغب في رفع حجم التبادل التجاري بين البلدين من 5 إلى 6-7 مليارات دولار خلال فترة قصيرة، مطالباً بتسهيل إجراءات قيام رجال الأعمال الأتراك بتنفيذ استثمارات في اليونان.

واضاف ان أغلب الواردات التركية من اليونان تتم في قطاع البتروكيماويات والمنتجات الزراعية، في حين تشمل الصادرات التركية لليونان العديد من القطاعات أبرزها السيارات والملابس الجاهزة والماكينات.

وتوقع لفنت صادق أحمد وجود فرص كبيرة للتعاون بين البلدين في مجالات الزراعة والسياحة والطاقة، لافتا إلى وجود إمكانات كبيرة لدى البلدين للتعاون في مجال الزراعة.

وتابع: “بالنسبة للسياحة يمكن تنظيم باقات وجولات سياحية مشتركة يقيم فيها السياح بضعة أيام في اليونان وبضعة أيام في تركيا”.

أما ما يخص مجال الطاقة يمكن للشركات التركية واليونانية الاتحاد فيما بينها وتنفيذ استثمارات مشتركة في مجال الطاقة.”

إقرأ أيضا: توتر جديد بين تركيا واليونان بسبب قبرص!

وكشف عن رغبتهم في عقد منتدى أعمال يجتمع فيه رجال الأعمال من البلدين بحضور الرئيس أردوغان ورئيس الوزراء ميتشوتاكيس.

وفي وقت سابق ذكرت مصادر إعلامية أن جولة استكشافية جديدة ستعقد بين اليونان وتركيا لبحث الوضع في بحر إيجة وشرقي المتوسط، ستنعقد يوم الثلاثاء المقبل.

وقالت المصادر إن الجولة القادمة ستجري في أثينا بتاريخ 22 فبراير/ شباط الجاري في إطار الاجتماع الثالث لتطوير أجندة إيجابية بين البلدين.

وفي هذا الإطار قالت وزارة الخارجية التركية إن نائبي وزيري الخارجية التركي سادات أونال، واليوناني كوستاس فراغكوغيانيس، سيلتقيان في اجتماع عمل في 21 فبراير/ شباط الجاري في العاصمة أثينا .

وأوضحت الوزارة أن أونال وفراغكوغيانيس سيبحثان لقاءات “حوار الأجندة الإيجابية” في مجالي الاقتصاد والتجارة بين البلدين.

واشارت إلى أن الجولة الـ64 من المحادثات الاستشارية مع اليونان لبحث الوضع في بحر إيجة وشرقي المتوسط، ستنعقد يوم الثلاثاء المقبل.

وانطلقت الجولة الأولى من المحادثات بين البلدين عام 2002 بأنقرة، من أجل تحضير أرضية لحل “عادل ودائم وشامل” يقبله الطرفان لمعالجة خلافاتهما في بحري إيجة والمتوسط.

وانعقدت الجولة رقم 60 من المحادثات في مارس/ آذار 2016 بأثينا، وبعد ذلك التاريخ، توقفت بسبب الظروف السياسية وموقف اليونان الفاتر.

وفي 2021 استؤنفت المحادثات، حيث انعقدت الجولة رقم 61 في إسطنبول بتاريخ 25 يناير/كانون الثاني 2021، وبدأ منذ ذلك الحين استخدام مصطلح “الاستشارية” عوضا عن “الاستكشافية” لوصف المحادثات.

وكان وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو ونظيره اليونان نيكوس دندياس اتفقا في نيسان/ أبريل 2021 على تطوير أجندة إيجابية في مجالي الاقتصاد والتجارة بين البلدين.

اقرأ أيضا/ جولة محادثات استكشافية جديدة بين أنقرة وأثينا

واستضافت مدينة كافالا اليونانية الاجتماع الأول يومي 28 و29 مايو/ أيار، وأنطاليا التركية الاجتماع الثاني في 16 يونيو/ حزيران من العام الماضي.

وازدادت حدة التوتر بين تركيا واليونان في الفترة الأخيرة, على خلفية التصريحات الاستفزازية للأخيرة, فيما تدافع الأولى عن نفسها, معتبرة أنها حريصة على تنفيذ مصالحها بالمنطقة.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.