المعارضة التركية تخشى من “تمزيق” مرشحها قبيل الانتخابات.. ما القصة؟

على الرغم من أن الأحزاب السياسية في الأنظمة الديمقراطية مطالبة بالوضوخ والشفافية، إلا أن المعارضة التركية لا تزال تخفي مرشحها الذي ستنافس به الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ووفق مراقبين فإن التحالف المعارض يمارس سياسة الصمت حيال قضية الترشح ما يدل على أن لديها ما تخفيه عن المجتمع التركي

وفي هذا السياق يقول الكاتب والمحلل السياسي إسماعيل ياشا في مقال له أن التحالف المعارض لم يحسم أمره فيما يخص المرشح المنافس لأردوغان، مشيرا إلى أن مرشحهم سيتم تحديده بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي.

وأضاف أن سبب عدم إعلان التحالف عن مرشحه إلى تأخر “الخارج” في حسم موقفه من المرشحين المحتملين خاصة بعد اللقاءات التي جمعت رئيس بلدية إسطنبول وقادة المعارضة مع سفراء الولايات المتحدة والدول الأوروبية.

وأوضح ياشا أن من الأسباب التي تجعل أحزاب المعارضة تخفي اسم المرشح هو خشيتها من تآكل شعبيته حتى موعد الانتخابات، نتيجة الانتقادات التي ستوجَّه إليه من قبل تحالف الجمهور والرأي العام.

ولفت إلى أن  رئيس حزب السعادة، تمل كراموللا أوغلو، قال في سبتمبر/ أيلول الماضيقال إن مرشح التحالف يجب أن يعلن قبيل الانتخابات، مضيفا أنه سيتم “تمزيقه” من خلال الانتقادات إن تم الكشف عنه مبكرا.

وبين الكاتب السياسي أن المعارضة ستبقى تخفي مرشحها حتى اللحظات الأخيرة ولذلك لفرضه على قاعدتها الشعبية والناخب التركي كأمر واقع، دون أن تكون هناك فرصة لمناقشة أهلية ذاك المرشح لتولي منصب رئيس الجمهورية.

وأضاف أن أحزاب التحالف تفضل الصمت المطبق في كثير من القضايا والملفات سواء تلك المتعلقة بالسياسة الداخلية أو الأخرى المتعلقة بالسياسة الخارجية.

وأشار إلى أن بيانات التحالف المعارض  لا تعدو كونها جملا ووعودا فضفاضة، دون إعطاء أي تفاصيل حول الحلول المقترحة للمشاكل الاقتصادية أو كيف سيتم الانتقال من النظام الرئاسي إلى النظام البرلماني.

وختم ياشا أن الملف الوحيد الذي تجمع عليه أحزاب التحالف هو ملف إسقاط أردوغان وإن الخوض في الملفات الأخرى قد يفجر خلافات عميقة تهدد وحدة التحالف الهشة.

ومع اقتراب الاستحقاق الانتخابي في تركيا شيئا فشيئا، تزداد الانشقاقات بين أحزاب المعارضة فيما يخص الشخصية التي ستنافس الرئيس رجب طيب أردوغان.

وقالت مصادر إعلامية إن كتلة كبيرة من المعارضة تريد أن يكون المرشح الرئاسي المشترك رئيس بلدية أنقرة منصور يافاش، ليكون الشخص الثالث إلى جانب كمال كليتشدار أوغلو وأكرم إمام أوغلو.

وفي هذا السياق تقول الكاتبة التركية كوبرا بار في تقرير نشرته صحيفة “خبر ترك” إن يافاش يتميز بشخصيته الهادئة والمجتهدة والقادرة على الحصول على أصوات من قواعد “تحالف الجمهور”.

وأشارت الكاتبة التركية إلى وجود صراع ليس بالحاد بين  “المنصوريين” و”الأكرميين”، إلا أن لديهما قاسما مشتركا وهو أنهما تريان أن ترشيح كليتشدار أوغلو محفوفا بالمخاطر.

اقرأ أيضا/ أحزاب المعارضة التركية توقع على اتفاقية “النظام البرلماني المعزز”.. هذه أهم بنوده

وفي وقت سابق برز انقسام عميق بين أحزاب المعارضة التركية خاصة بعد تصريحات رئيسة حزب الجيد ميرال أكشنار.

وصرحت أكشنار أنها تخطط لتقديم مرشح رئاسي لا يعرف اسمه أي أحد ولم يطرح اسمه على وسائل الإعلام أبدا، في إشارة إلى أنها لا تدعم ترشح كليتشدار أوغلو للانتخابات المقبلة.

ووفق محللين فإن هذا التصريح يدلل على أن المعارضة تشهد انقساما كبيرا في قضية تحديد “المرشح الرئاسي” الذي سيمثلهم في الانتخابات القادمة”.

وفي هذا السياق يقول الكاتب التركي محمد أجاد في مقال نشرته صحيفة يني شفق إن هذه الخلافات بين أحزاب المعارضة ليست جديدة خاصة أن أكشنار لمحت مرارا وتكرارا بأنها لا تفضل كليتشدار أوغلو كمرشح رئاسي.

ونقل عن مصادر في الحزب أنه ينوي تقديم مرشح مختلف عن مرشح حزب الشعب الجمهوري، الذي غالبا ما سيكون كمال كليتشدار أوغلو.

ولفت أجاد إلى أن تصريح أكشنار تهدف من ورائه استخدامه كورقة رابحة من أجل المنافسة مع زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتشدار أوغلو.

وأشار إلى ان أكشنار ترنو إلى ما هو أعلى من منصب رئاسة الوزراء الذي وعدها به كليجدار اوغلو، موضحا أن تصريحاتها أثارت حفيظة أنصار حزب الشعب الجمهوري.

وتوقع الباحث التركي أن المعارضة في البلاد تأخذ تعليماتها من الدول الخارجية الداعمة لها، لافتا إلى أن “القرار الأخير في تحديد شخصية المرشح الرئاسي لن تكون بيد هذه الأحزاب أساسا”.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.