رغم تحسين العلاقة مع إسرائيل.. أردوغان: سنبقى أوفياء لقضية القدس

شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستبقى وفية لالتزاماتها التاريخية والدينية للأراضي المقدسة، على الرغم من إجراءات تحسين العلاقة مع إسرائيل.

وقال الرئيس أردوغان في تصريحات له أن علاقات بلاده مع إسرائيل هي للدفاع عن القضية الفلسطينة، مؤكدا أن الدفاع عن فلسطين يمر عبر إقامة علاقة منطقية ومتوازنة مع إسرائيل.

وأكد أن الخطوات التي اتخذتها أنقرة بشأن العلاقة السياسية والاقتصادية مع إسرائيل شيء، وقضية القدس شيء آخر.

ولفت أردوغان إلى أنه ستكون لتركيا علاقات مع إسرائيل وفقا للمعايير العالمية في السياسة والاقتصاد تماما مثل أي دولة في الأمم المتحدة.

وأوضح أن الأتراك تاريخيا قاموا بحماية الأراضي الفلسطينية المقدسة من جميع الهجمات طوال قرون عديدة، تأدية لواجبهم التاريخي والديني، مشيرا إلى أن تركيا تعبر علانية عن حساسيتها تجاه وضع القدس وخصوصية المسجد الأقصى لكل مسؤول أو زعيم سياسي وديني في إسرائيل.

وجدد الرئيس التركي دعوته المجتمع الدولي والأمم المتحدة لاتخاذ إجراءات حيال الظلم والاضطهاد الممارس في حق الفلسطينيين.

وقبل أيام شدد أردوغان على أن ما يحدث في المسجد الأقصى يبعث على الحزن حقا، آملا ألا تتكرر مثل هذه المشاهد مستقبلا.

وأضاف أن العالم أجمع يدرك مدى حساسية المسجد الأقصى والقدس بالنسبة لتركيا، مضيفا أنه بحث هاتفيا الأحداث الأخيرة مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.

وأدان خلال الاتصال بأشد العبارات للاعتداءات الإسرائيلية على الحرم القدسي الشريف، ومنع المسلمين من أداء حق العبادة، مشيرا إلى استعداد تركيا للقيام بما يلزم من أجل منع زيارة التصعيد والحد من الحوادث المؤسفة في الأقصى.

وفي سياق آخر أوضح أن بلاده عازمة على الحفاظ على وتيرة تحسين العلاقات مع دول المنطقة، مثل الإمارات وإسرائيل.

اقرأ أيضا/ تركيا: المسجد الأقصى والقدس خط أحمر

ومؤخرًا أعلنت رئاسة الشؤون الدينية التركية، عن استئنافها تنظيم رحلات إلى القـدس المحتلة، اعتبارًا من تاريخ 4 يناير 2022.

وقالت الشؤون الدينية في بيان لها إنها بدأت قبول طلبات الانضمام إلى الرحلة الأولى، حتى 10 ديسمبر 2021، مُشيرة إلى أنّ مرشدين ومختصين سيرافقون زوّار القدس طيلة الرحلات بهدف تقديم المعلومات لهم خلال الزيارة.

وأوضحت أن الرحلات ستتم في ظل تدابير الوقاية من وباء “كورونا”، مشيرة إلى أنّها تعتزم تنظيم 37 رحلة إلى القدس طيلة عام 2022.

وتوجد في الولايات التركية جميعها المئات من شركات السياحة والسفر التي تقدم عروضا لزيارة القدس ضمن برامج متكاملة تشبه إلى حد كبير أسلوب رحلات الحج والعمرة إلى الديار المقدسة.

وفي إحصائية تركية تشير إلى أن معدل الزيارات لمدينة القدس التي يقوم بها الأتراك 15 ألف زيارة في العام الواحد.

غير أن هذه الزيارة التي يجريها الأتراك تثير جدلا بين فريقين الأول يرى أنها تطبيع مع الاحتلال من بوابة إذن الدخول والأختام الإسرائيلية على جوازات السفر، والفريق الآخر يرى في زيارة المدينة تواصلا معها وتثبيتا لأهلها على أرضهم.

وفي هذا السياق يقول الإعلامي والكاتب التركي أحمد فارول في تصريحات له إن زيارات الأتراك للقدس لا تعد شكلا من أشكال التطبيع مع إسرائيل، نظرا إلى أن تركيا تقيم علاقات دبلوماسية معها من الأساس.

كما أن الزوار الأتراك للقدس يتوجهون إلى المدينة المقدسة للسياحة الدينية فحسب، غير أنه ينبه الكاتب التركي إلى أنه على شركات السياحة والسفر التركية التي تنقل الزوار إلى القدس أن تتجنب الاستعانة بأدلاء ومرشدين سياحيين إسرائيليين.

وأرجع السبب إلى أن المرشدين الإسرائيليين قد يقدمون معلومات مغلوطة أو خاطئة إلى الزوار الأتراك للتشكيك في هوية القدس الإسلامية والميراث الإسلامي بالمدينة.

وأوضح فارول أن إسرائيل تشعر بالقلق والانزعاج من زيارات الشعب التركي للقـدس، وهو أمر يستند إلى تقارير إخبارية إسرائيلية تزعم أن تركيا انخرطت في تشجيع انتفاضة القدس الأخيرة والعمل على إذكائها.

واستذكر أنه في عام 2018 اعتقلت إسرائيل مجموعة من السياح الأتراك أثناء وجودهم بالقدس وحققت معهم وأعادت عددا منهم إلى تركيا، خوفا من تقديم الدعم المالي والمعنوي للمقدسيين.

اقرأ أيضا/نائب أردوغان : القـدس عاصمة فلسطين وستبقى كذلك

وفي وقت سابق قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن “حماية شرف وعزة مدينة القدس دين في رقبة كل مسلم”.

جاء ذلك في سلسلة تغريدات نشرها أردوغان على حساباته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي، الأربعاء. وكانت عبارة عن مقتطفات من كلمة ألقاها خلال مشاركته في برنامج إفطار رمضاني التقى خلاله مع أمهات من ولاية ديار بكر(جنوب شرق) يعتصمن. أمام مقر “حزب الشعوب الديمقراطي” بالولاية.

وفي كلمته تطرق الرئيس التركي إلى تطورات الأوضاع في مدينة القدس المحتلة، وقال في هذا الصدد إن “المقصود بهذا الهجوم الذي تشهده القدس إلى جانب أخوتنا الموجودين هنالك. كل مسلم يطوف بالكعبة في مكة، وموجود بحضرة نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام في المدينة”.

كما وأضاف قائلا “المعني بهذا الهجوم أيضًا كل مسلم يعيش في إسطنبول، وديار بكر، وبغداد، والقاهرة. وإسلام آباد(عاصمة باكستان)، وجاكرتا(عاصمة إندونيسيا)، وكوالالمبور(عاصمة ماليزيا)، وباكو (عاصمة أذربيجان)”.

واستطرد أردوغان قائلا “أدعو العالم بأسره وفي مقدمته بلدان العالم الإسلامي إلى التحرك بشكل فعّال لمواجهة هذه الهجمات الإسرائيلية التي تستهدف المسجد الأقصى، والقـدس، ومنازل الفلسطينيين”،

كما وشدد الرئيس التركي على أن “حماية شرف وعزة مدينة القـدس دين في رقبة كل مسلم. فالعالم الذي يعجز عن حماية القدس والمسلمين، قد خان نفسه بنفسه، ونزع فتيل قنبلة من شأنها أن تدمره”.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.