طالبان تسعى لكسب ود العالم.. تركيا أولًا

بعد تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن استعداده للقاء زعيم حركة طالبان التي سيطرت على مقاليد الحكم في أفغانستان عقب الانسحاب الأمريكي منها، توالت التصريحات “المتشجعة والإيجابية” من مسؤولي طالبان تجاه تركيا ودورها في أفغانستان والمنطقة بشكل عام.

ففي مقابلة مع قناة تلفزيونية مقربة من الحكومة التركية -هي الأولى من نوعها- أكد سهيل شاهين المتحدث باسم حركة طالبان أن حركته تبذل جهودًا للعمل مع تركيا واستمرار العلاقات معها.

ووصف شاهين تركيا بأنها بلد شقيق وهي دولة إسلامية نريد إنشاء علاقات جيدة معها، “ومن الجيد أنها معنا ونريد أن نكون على مقربة معها والتعاون والمساندة منها”.

في المقابل فإن القيادة التركية قد اتخذت التوجه نفسه وقررت عدم الخروج من أفغانستان كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية، وأنها تجري محادثات مع عدة جهات من أجل ذلك، غير أنه لا يوجد مطلب أفغاني بهذا الشأن، كما تقول صحيفة حرييت نقلًا عن أحد المسؤولين الأتراك.

هذا ما فعلته تركيا بعد سيطرة طالبان على كل الأراضي الأفغانية

وانتقد المسؤول التركي -الذي فضل عدم الكشف عن اسمه- السياسة الأمريكية في عملية الانسحاب، مشيرًا إلى ان الإدارة الأمريكية قد خذلت حلفاءها وقررت الانسحاب بشكل غير مخطط وسيئ دون استشارة أحد، وأن تركيا لن تفعل مثلها.

تركيا تدعو طالبان لانتظام العملية السياسية

 

وأكد أن تركيا تفضل اكتمال العملية السياسية في أفغانستان، قبل اتخاذ أي قرار، وأنها تريد انتظامها، مؤكدًا أنه حتى اللحظة لم يتم عقد أي لقاءات مباشرة مع طالبان رفيعة المستوى بشكل علني، غير أنها لا تزال تجري محادثات مع الجناح السياسي لحركة طالبان عبر قطر، ومع الجناح العسكري للحركة عبر باكستان، وتقتصر المباحثات المباشرة عبر الأبواب المغلقة بواسطة جهاز الاستخبارات.

وأعرب المسؤول التركي عن خشيته أن تنتشر الفوضى أو الحرب الأهلية، أو تحول أفغانستان إلى مركز التنظيمات الإرهابية إلى التأثير سلبا عليها من خلال موجات اللجوء، مشيرًا إلى أن لتركيا مصالحها في أفغانستان، من استثمارات وكالة التعاون والتنسيق التركية “تيكا”، ومدارس تركية منتشرة هناك.

وحول مستقبل القوات التركية في مطار كابول، أوضح أن طالبان تسعى للتواصل مع النظام الدولي، وتجري مفاوضات غير مباشرة وغير معلنة مع تركيا، الدولة المسلمة العضو في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، مجددًا تأكيده أن بلاده ليس لديها قوة قتالية في أفغانستان، وأن الغرض من تواجد الجندي التركي يساهم في عملية الاستقرار.

وعن مطار كابل، أوضح أنه طالبان التي ليس لديها موظفين تقنيين، ويمكنها طلب دعم الموظفين التقنيين للمطار، والمباحثات تتركز بهذا الشأن، مشيرًا إلى أن القوات وبعض كوادر البعثة الدبلوماسية يعملون في كابول، وسيحدد شكل الإدارة التي سيتم هيكلتها في أفغانستان، والمفاوضات الجارية بين تركيا وطالبان، مستقبل العلاقات بين الجانبين.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال في تصريح سابق أنه قد يلتقي زعيم حركة طالبان الأفغانية في الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن المسؤولين الأتراك يجرون اتصالاتهم مع حركة طالبان.

وشدد على أن بلاده “ليست ممرا تعبر منه من أرادت متى تشاء”، لافتا إلى ترحيل عدد كبير من المهاجرين غير النظاميين الأفغان إلى بلادهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.