العملية العسكرية التركية في شمال سوريا قد تكون نهاية العلاقة مع روسيا

أثارت تصريحات القادة الأتراك الأخيرة حول نية بلادهم شن عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا التكهنات حول العلاقة بين تركيا وروسيا، خاصة أن الطرف الروسي يعارض بشدة مثل هذه عمليات.

وأوضح بعض المحللين والمتابعين للشأن التركي أن تركيا من أن تخلق هذه العملية المرتقبة مخاطر كبيرة سواء من حيث نتائجها على الأرض، أو في الميدان السياسي بين الطرفين.

وأشاروا إلى أن المنطقة التي من المتوقع أن تشن تركيا العملية عليها هي منطقة تل رفعت وهي التي تتمركز فيها وحدات حماية الشعب الكردية الإرهابية في نظر الحكومة التركية بالإضافة إلى وجود قوات روسية متمركزة بالقرب منها.

اقرأ أيضا/ وزير الدفاع التركي يهدد: هذا ما سنفعله لحماية حدودنا وشمال سوريا

وفي هذا الشأن يقول الكاتب والمحلل السياسي التركي سيدات أرغين إنه لا يمكن التغلب على مشكلة تل رفعت، خاصة مع تعنت الطرف الروسي بأنه غير مستعد لتغيير الوضع الراهن في تل رفعت بما يشمل ذلك وجود وحدات حماية الشعب الكردية.

وأضاف: “من المحتمل أن تساوم روسيا الطرف التركي فيما يخص تل رفعت بأن تتخذ خطوات مماثلة في مناطق أخرى كإدلب

وتساءل الكاتب هل تجازف الأخيرة بقيام عملية عسكرية في تل رفعت رغم معارضة موسكو، خاصة أن روسيا لم تغير موقفها الصارم ولم تبد أي تعاون مع تركيا.

ولفت إلى أن هذا التطور يأتي في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات بين أنقرة وواشنطن حالة اضطراب، ما قد يتسبب باندلاع أزمة خطيرة مع روسيا التي أبدت مبادرات تعاون جديدة مع تركيا.

وفي اتجاه آخر، أشار إلى أن إحدى القضايا المطروحة للتساؤل هي كيفية تقديم الدعم الجوي لأي عملية برية محتملة في تل رفعت؟ موضحا أن المجال الجوي في المنطقة الواقعة في غرب الفرات تقع تحت سيطرة روسيا، “ماذا سيحدث إذا أغلقت الأخيرة المجال الجوي أمام المقاتلات التركية؟”.

اقرأ أيضا/ تركيا تلمّح لعملية عسكرية جديدة على الأبواب في شمال سوريا

وأوضح أرغين أن عمليات “درع الفرات” و”غصن الزيتون” التركية كانت بالتنسيق مع روسيا التي سمحت للمقاتلات التركية باستخدام المجال الجوي.

ولفت إلى أن روسيا اتخذت موقفا مساندا لتركيا على صعيد المجال الجوي في العمليات ضد تنظيم الدولة في منطقة “درع الفرات”، ولكن عندما تحولت أهداف عمليات القوات التركية إلى حماية الشعب الكردية، تولدت مشاكل عدة في مسألة استخدام المجال الجوي وإغلاقه، مع نشر أنظمة الدفاع الجوي للنظام السوري.

كما أشار الكاتب التركي إلى أنه في عملية “غصن الزيتون” رغم التعاون الذي أبدته روسيا في فتح المجال الجوي أمام الطائرات التركية، إلا أنها واجهت مشاكل إغلاق للمجال الجوي من روسيا لفترة قصيرة.

وتابع أرغين:  “تنفيذ عملية برية في تل رفعت، دون الحصول على الدعم الجوي سيخلق مشاكل خطيرة، وعليه أيضا فإنه في حال تنفيذ عملية دون الاتفاق مع روسيا، فإن حوالي 10 آلاف عنصر من القوات التركية في إدلب سيصبحون دون حماية جوية قوية مما يشكل عامل خطر عليهم”.

اقرأ أيضا/ عملية عسكرية تركية جديدة على الأبواب وقوات المعارضة تستعد شمال سوريا

وفي وقت سابق نقلت وسائل إعلام محلية عن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار قوله إن جيش بلاده سيعمل اللازم في المكان والزمان المناسبين لوقف الهجمات الإرهابية شمال سوريا ، في الوقت الذي تزايدت فيها تلك الاعتداءات.

وأضاف أكار في تصريحات له أن بلاده ستقوم باللازم لحماية حقوقها ومصالحها والحفاظ عليها في المكان والزمان المناسبين تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان.

وأكد في كلمته التي ألقاها خلال حفل افتتاح العام الدراسي 2021-2022، لجامعة الدفاع الوطني في إسطنبول، أنهم يراقبون كل التغيرات في المنطقة والعالم وخاصة في قضايا الأمن والدفاع عن كثب.

وأوضح أنهم سيتخذون كل الإجراءات المناسبة فيما يخص تلك التحولات والتغيرات الجادة حول العالم، خاصة الواقعة شمالي العراق وسوريا وبحر إيجة وشرق البحر المتوسط ​​وقبرص، وأن من واجبهم صون حقوق ومصالح الشعب التركي.

وأشار أكار إلى أن تركيا تحترم حقوق وسيادة دول الجوار، وفي حال عدم اتخاذ أي خطوة تجاه (لجم) الإرهابيين هناك (سوريا) فإن تركيا ستقوم باللازم، مشددا  على أن بلاده لم ولن تسمح إطلاقا بإنشاء ممر إرهابي.

وهدد بالقضاء على كل من يسعى من “بي كا كا/ي ب ك” للقيام بذلك، لافتا إلى أن القوات التركية حيّدت 18 ألفا و609 إرهابيين في العمليات المكثفة التي بدأت في 24 يوليو/ تموز 2015، منهم 2201 إرهابيًّا منذ مطلع العام 2021.

المصدر: تركيا الان+ وكالات

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.