تركيا والأردن.. علاقات متجذرة يتوجها الرئيس أردوغان بزيارة مهمة

من المقرر أن يبدأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زيارة مهمة إلى مملكة الأردن الهاشمية بعد غد الأحد وذلك تعزيزا للمستوى المتطور لعلاقات البلدين.

تأتي هذه الزيارة المرتقبة تلبية لدعوة من الملك عبد الله الثاني، حيث من المقرر أن يعقد الزعيمان مباحثات ثنائية موسعة، تتناول مستوى النهوض بالعلاقات الثنائية، إضافة إلى أبرز التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.

ووفق مراقبين فإن الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين البلدين لم تتوقف طيلة السنوات الماضية.

وأوضحوا أن الرئيس أردوغان زار عمان، في أغسطس/آب 2017، وبعد أربعة أشهر، زار الملك عبد الله تركيا، وكرر ذلك في فبراير/ شباط 2019، فضلا عن زيارات متبادلة على المستويين الوزاري والبرلماني.

أما وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو فقد زار في أغسطس من العام الماضي العاصمة عمان والتقى نظيره أيمن الصفدي، وعاهل البلاد الملك عبد الله الثاني.

وتناول اللقاء استعراض العلاقات المتينة بين البلدين وسبل الارتقاء بها في مختلف المجالات.

وفي مارس الماضي أجرى وزير الخارجية الأردني، زيارة إلى تركيا، سلم خلالها رسالة من الملك عبد الله إلى الرئيس أردوغان.

عسكريا، شاركت  تركيا مرات عديدة في المناورة العسكرية السنوية “الأسد المتأهب” التي تقام في الأردن، كما تلقى ضباطا من كلا البلدين تدريبا عسكريا مشتركا ومتبادلا.

أما فيما يتعلق بأزمات المنطقة، وخاصة السورية، فإن تركيا والأردن هما البلدان المجاوران لسوريا والأكثر تأثرا بما يجري فيها من حرب منذ عام 2011، ويستضيف الأردن نحو 1.3 مليون لاجئ سوري، فيما يوجد في تركيا حوالي 4 ملايين لاجئ.

وكانت القضايا المصيرية هي العنوان الأبرز الذي وحد مواقف البلدين، إذ كان لقيادتيهما مواقف مميزة في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية تجاه القضية الفلسطينية، والانتهاكات بحق المقدسات.

وفي 2017، دعا الرئيس التركي أردوغان، إلى قمة استثنائية لدول منظمة التعاون الإسلامي بشأن الأوضاع في مدينة القدس الفلسطينية المحتلة، حضرها عاهل الأردن، الملك عبد الله الثاني، وكانت له فيها كلمة رئيسية.

ورغم محاولات التأثير على علاقات البلدين من باب فلسطين، وبأن أنقرة تناكف عمان على دورها في جارتها الغربية، إلا أن تركيا وضعت حدا لذلك، عندما أكدت في الكثير من المناسبات والمحافل الدولية، جدية موقفها تجاه المملكة، ومنع المساس بدورها تجاه المسجد الأقصى وبقية المقدسات بفلسطين.

من جهة أخرى أعلن تشاووش أوغلو أن بلاده تعمل مع الأردن من أجل عودة طوعية للسوريين اللاجئين إلى بلادهم.

وأعرب عن رغبة بلاده في تنظيم مؤتمر بضيافة تركيا على مستوى الوزراء؛ لمناقشة العودة الطوعية للاجئين السوريين.

وشدد الوزير التركي على أن “تركيا تولي أهمية كبيرة لرؤية الأردن الشقيق حيال المنطقة، وأن رؤى البلدين متطابقة حيال القضايا الإقليمية كافة”.
وأوضح أهمية عقد استشارات دورية بين البلدين في هذا الإطار.
وفي سياق آخر أكد “دعم تركيا للرعاية الهاشمية على المقدسات في القدس”، وأن البلدين سيواصلان التعاون على صعيد المنظمات الدولية، وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي.

والناظر إلى العلاقة بين تركيا والأردن في السنوات العشر الأخيرة يجد أن الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين تركيا والمملكة لم تتوقف، فقد زار الرئيس أردوغان عمان، في أغسطس/ آب 2017، وبعد أربعة أشهر، زار الملك عبد الله تركيا، فضلا عن زيارات متبادلة على المستويين الوزاري والبرلماني.

وعلى مستوى التعاون العسكري، شاركت تركيا مرات عديدة في المناورة العسكرية السنوية “الأسد المتأهب” التي تقام في الأردن، كما تلقى ضباطا من كلا البلدين تدريبا عسكريا مشتركا ومتبادلًا.

اقرأ أيضا/ طائرة وزير الخارجية تحط في عمّان.. ما الذي تريده تركيا من الأردن؟

ودفعت الاتفاقيات التجارية إلى تعزيز مستوى التعاون بين عمان وأنقرة، وأحدثها مصادقة تركيا، السبت، على اتفاقية موقعة مع الاردن في مجال التعاون التجاري والاقتصادي.

ومن المؤكد أن البلدين يسعيان لتعزيز العلاقات وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري القائم على المساواة وعدم التمييز والدعم المتبادل، والرغبة في المزيد من التوسع والتنويع التجاري والاستثماري بين الجانبين.

وبفعل التأشيرة الحرة بين البلدين، فإن تركيا هي الوجهة السياحية الأبرز للأردنيين، إذ وصل عددهم 100 ألف سائح سنويا، في حين وصل عدد السياح الأتراك إلى الأردن لنحو 17 ألف سائح مقيم، و 28 ألف زيارة ليوم واحد.

وفي أغسطس الماضي حطت طائرة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، في العاصمة الأردنية، عمان، في زيارة رسمية تستمر يومين، يلتقي فيها الملك الأردني.

وقالت الوزارة في بيان لها إن تشاووش أوغلو يزور الأردن يومي 16 و17 آب/ أغسطس، تلبية لدعوة أيمن الصفدي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني.

وخلال الزيارة أجرى مباحثات ولقاءات لبحث كافة جوانب العلاقة الثنائية مع الاردن الشقيق والصديق، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية.

وكان في استقبال تشاووش أوغلو لدى وصوله مطار الملكة علياء الدولي، أعضاء السفارة التركية لدى عمان..

كما التقى تشاووش أوغلو العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، ثم رئيس الوزراء بشر الخصاونة.

وقبلها صدّقت تركيا على اتفاقية موقعة مع الاردن في مجال التعاون التجاري والاقتصادي.

وقالت الجريدة الرسمية التركية إن حكومتي البلدين أبرمتا الاتفاقية في الأول من تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019.

اقرأ أيضا/ أردوغان يستقبل وزير الخارجية الأردني بالعاصمة أنقرة

وأضافت أن حكومتي البلدين تهدفان إلى تعزيز العلاقات الودية بين الطرفين، وتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري، القائم على المساواة، وعدم التمييز، والدعم المتبادل، والرغبة في المزيد من التوسع والتنويع التجاري والاستثماري بين الجانبين.

وأشار إلى أن البلدين يلتزمان بقواعد ومبادئ منظمة التجارة العالمية (WTO) مع قوانينهما وأنظمتهما الخاصة، من أجل تسهيل وتوسيع وتنويع التجارة والأعمال التجارية، وكذلك لدعم بيئة عمل جاذبة للشركات، ويتخذان كافة الإجراءات اللازمة وفقًا لذلك.

ووفق أرقام رسمية، بلغت قيمة الاستثمارات التركية التي تدفقت إلى المملكة الهاشمية، خلال السنوات الماضية، 283 مليون دولار أمريكي، تركزت في قطاعات الخدمات وتكنولوجيا المعلومات والصناعات الغذائية والبنية التحتية.

المصدر: تركيا الان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.