“عار علينا جميعًا”.. سفير الاتحاد الأوروبي ينتقد تأخر تأشيرات الأتراك

في لقاء جمعه بمجموعة من الصحفيين الأتراك في بروكسل، عبّر رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى تركيا، السفير توماس هانز أوسوفسكي، عن استيائه من أزمة التأشيرات التي تواجه المواطنين الأتراك، مؤكدًا أن هذا الوضع “عار علينا جميعًا”، وأنه لا يليق بعلاقة إستراتيجية تربط بين تركيا والاتحاد الأوروبي.

“عارٌ على الجميع”: التأشيرة تفضح خلل العلاقة

قال أوسوفسكي، الذي يستعد لمغادرة منصبه في يوليو المقبل لتولي مهمة السفير الألماني لدى الاتحاد الأوروبي، إن المواطنين الأتراك ينتظرون لأشهر وربما لعام كامل من أجل الحصول على موعد تأشيرة. وأضاف:

“هذا الوضع غير مقبول في علاقة يُفترض أن تكون إستراتيجية. حتى كوسوفو، التي لا تعترف بها بعض دول الاتحاد وليست دولة مرشحة رسميًا، تحظى بالإعفاء من التأشيرة. بينما لا تزال تركيا خارجه”.

وأشار إلى أن تركيا استوفت 66 من أصل 72 معيارًا مطلوبًا لتحرير التأشيرات، داعيًا إلى استئناف المحادثات بشأن المعايير المتبقية.

“تركيا شريك في المصير”

أكّد أوسوفسكي أن العلاقة بين تركيا والاتحاد الأوروبي لم تعد خيارًا بل “قدرًا مشتركًا”، في ظل التحولات الجيوسياسية وتراجع الثقة حتى في الشركاء عبر الأطلسي. وشدّد على ضرورة العمل المشترك على أساس المصالح والقيم.

الأمن والدفاع: تركيا شريك لا غنى عنه

أوضح السفير الأوروبي أن تركيا باتت لاعبًا مهمًا في قطاعي الصناعات الدفاعية والتسليحية، مشيرًا إلى وجود إطار قانوني يسمح بمشاركة الشركات التركية في التعاون الدفاعي داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه.

“الاتحاد الأوروبي يعيد بناء صناعته الدفاعية، وتركيا حليف مهم وموثوق في الناتو، ويجب أن تنعكس هذه المكانة في شراكتنا”، بحسب تعبيره.

“نأمل في إصلاح قانون الإرهاب”

ربط أوسوفسكي استكمال معايير التأشيرة بإصلاحات في قانون مكافحة الإرهاب التركي، معربًا عن أمله في أن تسهم عملية السلام الداخلي، ونزع سلاح حزب العمال الكردستاني، في تحريك هذا الملف.

الاتحاد الجمركي وسيادة القانون

أكد أوسوفسكي على ضرورة تحديث اتفاق الاتحاد الجمركي ليشمل قطاعات كخدمات الإنترنت والزراعة، مضيفًا أن هذا التحديث من شأنه أن يعزز سيادة القانون في العلاقات الاقتصادية.

“لا استثمار دون قضاء مستقل”

حذر السفير من أن غياب استقلالية القضاء في تركيا قد يعيق تدفق الاستثمارات الأوروبية. وقال:

“إذا خشي المستثمر الألماني أو الفرنسي من غياب ضمانات العدالة، فلن يأتي إلى تركيا. ونعلم جميعًا أن البلاد بحاجة ماسة لاستثمارات خارجية”.

كما أشار إلى أن بنك الاستثمار الأوروبي وضع شرط وجود بيئة قانونية مستقلة لاستئناف تقديم القروض لتركيا.

الاتحاد الأوروبي موّل 12 مليار يورو للاجئين

كشف أوسوفسكي أن الاتحاد الأوروبي خصص نحو 12 مليار يورو لدعم اللاجئين في تركيا، مؤكدًا أن الجزء الأكبر من هذا المبلغ قد استُخدم بالفعل، رغم أنه لا يغطي إلا جزءًا من التكاليف الفعلية التي تتحملها أنقرة.

“تركيا بلد رائع وسأبقى مناصرًا لها”

اختتم أوسوفسكي تصريحاته معربًا عن حزنه لمغادرة تركيا، التي قال إنه تعلق بها مع عائلته، مشيرًا إلى أنه سيواصل دعم العلاقات التركية الأوروبية من منصبه الجديد في بروكسل.

“أشعر بالحزن لمغادرة تركيا، لكنها ستبقى في قلبي. وسأبذل كل جهدي لتعزيز علاقتنا، خاصة في مجالي الأمن والدفاع”.

كما أشار إلى أن المفوضَين الأوروبيين للهجرة والتجارة سيزوران تركيا مطلع يوليو المقبل، في خطوة قد تعكس بداية مرحلة جديدة في العلاقات بين الجانبين.

المصدر: تركيا الآن

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.