النظام البرلماني المعزز الذي طرحته المعارضة غير كافٍ.. أسئلة ليس لها أجوبة

احتفلت قادة المعارضة التركية قبل أيام يتوقيع اتفاقية لتطبيق ما أسموه النظام البرلماني المعزز في حالة فاز مرشحهم في الانتخابات المقبلة في حزيران/ يونيو 2023.

وتساءل مراقبون حول ما إذا كانت هذه الاتفاقية المكونة من 42 صفحة -تشمل تحديد صلاحيات الرئيس مع تعزيز دور البرلمان بما لا يضعف السلطة التنفيذية- كافية لجذب الناخب التركي.

وفي هذا السياق تقول الكاتبة والمختصة في الشأن التركي كوبرا بار: “كان الأفضل لأحزاب المعارضة تأجيل مؤتمرهم لمدة أسبوع أو أسبوعين حتى لا تطغى عليه الحرب في أوكرانيا إعلاميا، ويتم مناقشته بشكل أوسع”.

وأضافت أن هذا النظام الجديد الذي وعدت به المعارضة لا يعد من العوامل الرئيسية من أجل تحقيق النجاح في طريقها لانتخابات 2023، مشيرة إلى أن الطريق أمامهم طويل وصعب ما لم يقنعوا الناخب بأنهم يستطيعون تشكيل حكومة قوية ومستقرة وتناسقة.

ولفتت بار إلى أن أحزاب المعارضة الستة بحاجة على العديد من الأسئلة التي ليس لها أجوبة إلا عندهم وهي:

كيف سيكون شكل الحكومة المقبلة، وهل سيكون ائتلافيا إذا فازوا في الانتخابات الرئاسية؟.

إذا لم يتمكنوا من تغيير النظام، فما الطريقة التي سيديرونها لمدة 5 سنوات؟، كيف سيكون تقويم الاستفتاء إذا حصلوا على أغلبية برلمانية؟.

ما هي خطتهم لمعالجة أزمات الاقتصاج حيال الأزمة الأوكرانية الروسية التي سيكون لها عواقب وخيمة على أسواق الطاقة وأسواق الغذاء والسياحة؟

اقرأ أيضا/ كليجدار أوغلو لم يكن طبيعيا في اجتماع قادة المعارضة التركية.. والسبب

“بأي مشاريع ملموسة ستعمل المعارضة على تسطيح الاقتصاد التركي؟.. هل ستحدد خارطة طريق مشتركة أم ستعهد بهذا الملف لحزب التقدم والديمقراطية الذي يقوده باباجان؟”

ما الذي تقترحه المعارضة بالضبط في هذا الصدد؟.. هل سيواصلون سياسة التوازن مع روسيا؟.. ماذا سيفعلون بصفقة الدفعة الثانية من منظومة “أس400؟”.

هل سيبقون القوات التركية في ليبيا وسوريا أم سيقومون بسحبها؟.. ما نوع الموقف الذي سيتبنونه فيما يتعلق بحزب الاتحاد الديمقراطي بسوريا؟”.

ما هو موقف المعارضة من  الاستثثمارات في الدفاعات الوطنية.

وختمت بار بأن النموذج الجديد الذي قدمته المعارضة جيد، لكن يصعب تنفيذه، والدعم الذي يحتاجونه لتحقيق ذلك لا يكمن بتقديمه، بل من خلال كسب ثقة الناخب التركي تجاه القضايا أعلاه، حيث لا يوجد لدى المعارضة حتى اللحظة خطة ملموسة بشأنها.

وقبل أيام ووقعت أحزاب المعارضة التركية على مسودة اتفاق بشأن “النظام البرلماني المعزز”، متعهدة بتطبيق بنوده إذا حالفهم الحظ وفازوا في الانتخابات المقبلة التي ستعقد في حزيران يونيو العام المقبل.

والأحزاب التي وقعت الاتفاقية هي حزب الشعب الجمهوري، و”الجيد” و”السعادة “و”المستقبل” و”الديمقراطية والتقدم” و”الحزب الديمقراطي”.

بدوره قال محرم إركيك مساعد رئيس حزب الشعب الجمهوري، في احتفال التوقيع: “لقد قمنا بعمل مكثف على أساس التشاور والمصالحة في مذكرة التفاهم حول النظام البرلماني المعزز التي أعددناها لبناء تركيا الغد”.

وأضاف أن النظام البرلماني المعزز نظام شفاف وخاضع للمساءلة، وبصفتنا ستة أحزاب سياسية فنحن ملتزمون بتنفيذه، ونأمل من خلاله تحقيق السلام والاستقرار للأمة التركية.

اقرأ أيضا/ اجتماع سداسي لأول مرة.. هل سيتكمن زعماء المعارضة التركية من الاتفاق على مرشح ينافس أردوغان حقاً؟

ويتكون الاتفاق من 42 صفحة شملت عدة بنود تنظم العمل السياسي وفق النظام الجديد.

وقبل اسبوعين اجتمع رؤساء ستة أحزاب تركية معارضة في العاصمة أنقرة من أجل التباحث لتشكيل تحالف انتخابي موسَّع من أجل إسقاط رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية القادمة؛ المقرر إجراؤها في صيف 2023.

هذا الاجتماع هو الأول من نوعه الذي يجمع الأحزاب المعارضة للرئيس، غير أنها لا تثق ببعضها البعض على الرغم من أنها ستعلن الأسبوع القادم بعض التفاصيل حول ما توصلوا إليه.

وفي هذا السياق تساءل الكاتب والمحلل السياسي إسماعيل ياشا في مقال له ماذا لو فاز مرشح المعارضة التركية في الانتخابات الرئاسية ولم تحصل الأحزاب الستة على أغلبية في البرلمان تمكنها من تغيير الدستور أو الذهاب بالتعديلات الدستورية إلى الاستفتاء الشعبي؟

وأضاف أن هذا التساؤل يقود تلك الاحزاب إلى تأجيل حلم العودة إلى النظام البرلماني إلى الانتخابات التالية وحكم البلاد بالنظام الرئاسي المعمول به حاليا.

واشار إلى أنه من المتوقع أن حزب الرئيس الجديد قد يرغب في حكم البلاد وحده دون مشاركة الأحزاب الأخرى، علما بأن الحكومة في النظام الرئاسي ليست بحاجة إلى الحصول على ثقة البرلمان.

اقرأ أيضا/ هل يرشح داود أوغلو وباباجان زعيمَ المعارضـة التركية ضد أردوغان؟

ولفت ياشا إلى أن تلك الأحزاب قد تتعهد أمام الرأي العام لطمأنة أنصارها بأنها ستبقى ملتزمة بأهداف التحالف، ولن يتنصل أي منها من الاتفاقية المبرمة.

ونبه الكاتب بأن المؤرخ التركي مراد بارداقجي قد وصف اجتماع رؤساء الأحزاب الستة باجتماعين عقدتهما جماعة “تركيا الفتاة” في باريس من أجل حشد الجهود لإسقاط السلطان عبد الحميد الثاني.

وأوضح أن رؤساء الأحزاب الستة أيضا يجمعهم هدف إسقاط أردوغان فقط، وأنهم -كأعضاء جماعة تركيا الفتاة- لا يعرفون ماذا سيفعلون بعد تحقيق هدفهم المشترك.

المصدر: تركيا الان

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.